إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (٩) [سورة الدخان : ١ ـ ٩]؟!
الجواب / قال سفيان بن سعيد الثوري للإمام الصادق عليهالسلام : أخبرني يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن (حم) و (حم عسق)(١)؟ قال : «أما (حم) فمعناه الحميد المجيد. وأمّا (حم عسق) فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي (٢).
وقال النصراني لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : إني أسألك أصلحك الله؟ قال : «سل ، قال : أخبرني عن الكتاب الذي أنزل على محمد ، ونطق به ثم وصفه بما وصفه ، فقال : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) ما تفسيرها في الباطن؟ فقال : «أما حم فهو محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه ، وهو منقوص الحروف ، وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وأما الليلة ففاطمة عليهاالسلام ، وأما قوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يقول : يخرج منها خير كثير ، فرجل حكيم ، ورجل حكيم ، ورجل حكيم.
فقال الرجل : صف لي الأول والآخر من هؤلاء الرجال؟ فقال : «الصفات تشتبه ، ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله ، وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم ، إن لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا وقديما ما فعلتم.
فقال له النصراني : إني لا أستر عنك ما علمت ، ولا أكذبك ، وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذبه ، والله لقد أعطاك الله من فضله ، وقسم
__________________
(١) الشورى : ١ و ٢.
(٢) معاني الأخبار : ص ٢٢ ، ح ١.