عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ، ولا يستره الساترون ، ولا يكذب فيه من كذب ، فقولي لك في ذلك الحق ، كل ما ذكرت فهو كما ذكرت ... إلى آخر الحديث (١).
وعن حمران ، أنه سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) ، قال : «نعم ، ليلة القدر ، وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ، قال الله عزوجل : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) قال : «يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل ، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق ، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ، ولله عزوجل فيه المشيئة.
قال : قلت : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(٢) ، أي شيء عنى بذلك؟ قال : «العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ، ولكن الله يضاعف لهم الحسنات بحبّنا (٣).
وقال علي بن إبراهيم : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) يعني القرآن (فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) ، وهي ليلة القدر ، أنزل الله القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل من البيت المعمور على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في طول عشرين سنة (فِيها يُفْرَقُ) يعني في ليلة القدر (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي يقدر الله كل أمر من الحق والباطل ، وما يكون في تلك السنة ، وله فيه البداء ، والمشيئة يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٣٩٨ ، ح ٤.
(٢) القدر : ٣.
(٣) الكافي : ج ٤ ، ص ١٥٧ ، ح ٦.