ها قد مضى اليوم على هذا التصريح سبع عشرة سنة والكتاب الذي تحت الطبع لم ير النور. لذلك عزمنا بعون من الله على نشر الجزء الأوّل على أن نكمل الجزئين المتبقّيين من هذا المخطوط النفيس في مستقبل قريب ـ إن شاء الله ـ لا نبغي من وراء ذلك الفوز بقصب السبق ولا بخس الدكتور عبد التواب حقّه ، فلعلّ للدكتور عبد التواب من الأعذار والظروف الخاصة ما حال دون إنجاز ذلك الوعد وإخراج الكتاب.
وإنَّا نرى لزاما علينا ونحن نخرج الكتاب لأوّل مرّة أن ننوّه بتشجيع أستاذنا الدكتور محمد رشاد الحمزاوي لنا ، فقد تتبّع هذا العمل في جميع مراحله من يوم أن أشرف علينا في إعداد شهادة الكفاءة في البحث سنة ١٩٧٣ إلى تاريخ صدور الكتاب ، ومهّد لنا مشكورا سبيل البحث ، وحبانا بعطف غير قليل ، ولم يبخل علينا بالنصح ولا بالوقت. فجزاه الله عنّا أوفى الجزاء.
وإنّا لا نفتأ نذكر مساعدة موظفي قسم المخطوطات بمكتبتنا الوطنية ونذكر منهم على وجه الخصوص المرحوميْن سعيد بن سعيد ومحمد الفطناسي اللّذيْن وافاهما الأجل وفي نفسيْهما شيء من «الغريب المصنف» ، فإنَّا لجميلهم جميعا لشاكرون ولمساعدتهم مقدّرون.
هذا وقد سعينا جهدنا في هذا التحقيق إلى التحرّي في ضبط النصّ وشكله شكلا تامّا والتعريف بالرجال الذين اعتمدهم أبو عبيد في جمع الغريب وتفسيره نحاة كانوا أو لغويّين أو شعراء. وقد ساعدنا على ذلك اعتمادنا على ثلاث نسخ منها نسخة يعود تاريخ نسخها إلى سنة ٤٠٠ ه ، وهي أكمل النسخ على ما نعلم وأكثرها دقّة وتفصيلا وهي نسخة المكتبة الوطنية بتونس ورقمها ١٥٧٢٨. كما اعتمدنا أيضا نسخة أمبروزيانا المنسوخة سنة ٣٨٤ ه وقد اعتبرها خطأ الشيخ محمد آل ياسين (*) عضو المجمع العلمي
__________________
(*) حقّق الشيخ حسن آل یاسین أربعة فصول قصيرة من كتاب الغريب المصنّف وهي: كتاب الشجر والنبات وكتاب النحل ونشرهما بمجلة المجمع العلمي العراقي ، ج ٣ مجلد ٣٥ شوال ـ