وما كنّا لنبطئ كلّ هذا الإبطاء في نشر الجزء الأوّل من هذا المخطوط النادر القيّم على ما في تحقيقه من صعوبات لا تنكر لو لم نقف على قائمة من الأطروحات المقدّمة بجامعات غير عربيّة ضبطها الدكتور عفيف عبد الرحمان في كتاب له بعنوان «الجهود اللغوية خلال القرن الرابع عشر الهجري» فكان من جملة الأطروحات واحدة شدّت انتباهنا وهي :
ABDBL TAWAB ROMDHANE :
DAS KlTAB AL CHARlB AL MUSANNAF VON ABUcUBAlD AL KACEM lBN SALLEM UND SElNE BEDETUNG FUR DlE NATlONAL ARABSCHE LEXlKOGRAPHlE. PH. DD. DDlSS, MUN ـ ـ CHEN ١٩٦٢
ففهمنا أنَّ كتاب «الغريب المصنَّف» كان موضوع أطروحة دكتوراه قدّمها الدكتور رمضان عبد التواب عميد كلية الآداب المصريّة (عين شمس) بجامعة مونيخ الألمانيّة سنة ١٩٦٢. وقد مضى على ذلك خمسة وعشرون عاما كاملة ، وهي لعمري مدّة كافية لنشر هذا العمل الذي هو دراسة للغريب المصنّف ، وقد تكون مشفوعة بتحقيق لنصّه. وكان بإمكان الدكتور رمضان عبد التواب أن يرفع عن الباحثين إصر التحقيق ورهق الانتظار لو نشر عمله على مراحل ولكنّه لم يفعل لأسباب نجهلها إلى أن جاءت سنة ١٩٧٠ فنشر الدكتور عبد التواب نفسه كتاب ابن الأعرابي المَوْسُومَ ب «كتاب البئر» وفيه صرّح بلا تردّد بأنّه حقّق كتاب أبي عبيد «الغريب المصنّف» وأنّ الكتاب «تحت الطبع» (كذا) (ص ٩٣ من كتاب البئر المذكور ط ١ ، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ، مصر ١٩٧٠).
فاطمأننّا إلى قوله وبقينا ننتظر من الدكتور عبد التواب إنجاز وعده لما عرفنا فيه من حبّ للعلم وكلف بالتحقيق. وفي سنة ١٩٨٣ تعاد طبعة «كتاب البئر» لابن الأعرابي بتحقيق الدكتور عبد التواب ، فيذكر في جملة مصادره ومراجعه ـ مثل ما صنع في الطبعة الأولي ـ كتاب الغريب المصنّف ملاحظا من جديد أنّه تحت الطبع! (ص ٩٣ ط ٢ ، دار النهضة العربية ، بيروت).