.................................................................................................
______________________________________________________
أجل ضعف طريق الشيخ إليه. وكلاهما مردود :
أمّا الأوّل : فلكفاية وثاقة الراوي وإن كان واقفيّاً ، ولا تعتبر فيه العدالة ، ولا شكّ في وثاقه الرجل كما صرّح بها النجاشي (١) وغيره ، مضافاً إلى ما ورد في بني فضّال على ما حكاه الشيخ (قدس سره) من قوله (عليه السلام) : «خذوا ما رووا وذروا ما رأوا» (٢).
وأمّا الثاني : فلمّا مرّ غير مرّة من أنّ طريق الشيخ إليه وإن كان ضعيفاً لكن طريق النجاشي صحيح ، وحيث إنّ شيخهما واحد وهو عبد الواحد بن عبدوس والكتاب المنقول عنه واحد فلا جرم يحكم بصحّة الطريق. إذن فلا ينبغي التأمّل في صحّة السند.
وأمّا من ناحية الدلالة فأحتمل بعضهم وقوّاه في الحدائق (٣) أن يكون المقصود من المطّلبي هو أولاد عبد المطّلب ، إذ قد يحذف المضاف عند النسبة فيقال : منافي ، لبني عبد مناف ، ولا يقال : عبد منافي ، وحيث إنّ ولد هاشم منحصر في عبد المطّلب وجميع الهاشميين منسوبون إليه بواسطته إذن فعطف المطّلبي على الهاشمي يكون من سنخ العطف التفسيري ، فلا تكون الرواية مخالفة لما عليه المشهور من اختصاصه التحريم ببني هاشم ولا تصلح مدركاً لمقالة المفيد.
ولكنّك خبير بأنّ هذا الاحتمال من البعد بمكان ، فإنّ تكرار أداة النفي في قوله : «ولا مطّلبي» يأبى عن إرادة التفسير ، لقوّة ظهوره في أنّ كلّاً منهما موضوع مستقلّ.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٢٥٧ / ٦٧٦.
(٢) كتاب الغيبة : ٢٤٠.
(٣) الحدائق ١٢ : ٢١٦ ٢١٧.