ويؤيّد هذا المعنى : ما ورد في غير واحد من الأخبار التي يستدلّ بها أيضا للمقام.
ففي رواية حسن بن علي الوشّاء ، قال : دخلت على الرضا عليهالسلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيّأ منه الصلاة ، فدنوت منه لأصبّ عليه ، فأبى ذلك ، وقال : «مه يا حسن» فقلت له : لم تنهاني أن أصبّ على يديك ، تكره أن أوجر؟ قال : «تؤجر أنت وأوزر أنا» فقلت : وكيف ذلك؟ فقال : «أما سمعت الله عزوجل يقول (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (١) وها أنا ذا أتوضّأ للصلاة ، وهي العبادة ، فأكره أن يشركني فيها أحد» (٢).
وعن إرشاد المفيد ، قال : دخل الرضا عليهالسلام يوما والمأمون يتوضّأ للصلاة والغلام يصبّ على يده الماء ، فقال : «لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربّك أحدا» (٣).
وفي رواية الصدوق في الفقيه والعلل : كان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا توضّأ لم يدع أحدا يصبّ عليه الماء ، فقيل له : يا أمير المؤمنين لم لا تدعهم يصبّون عليك الماء؟ فقال : «لا أحبّ أن أشرك في صلاتي أحدا ، وقال الله تبارك وتعالى :
__________________
(١) سورة الكهف ١٨ : ١١٠.
(٢) الكافي ٣ : ٦٩ ـ ١ ، التهذيب ١ : ٣٦٥ ـ ١١٠٧ ، الوسائل ، الباب ٤٧ من أبواب الوضوء ، الحديث ١.
(٣) الإرشاد ٢ : ٢٦٩ ، الوسائل ، الباب ٤٧ من أبواب الوضوء ، الحديث ٤.