وعن ظاهر آخرين : اعتبار الدفق خاصّة.
وعن صريح جماعة : الاكتفاء بحصول واحد من الأوصاف الثلاثة.
وعن بعض : الاكتفاء بالرائحة فقط مع نفي الخلاف عنه.
والذي يقوى في نفسي أنّ أكثر من تعرّض لذكر الأوصاف لم يتعلّق غرضه إلّا بذكر أوصاف المنيّ بحيث يمتاز به عن غيره ، ويرتفع بملاحظتها الشكّ في موارد الاشتباه ، لا أنّه يجب الالتزام تعبّدا بكون ما وجد فيه الأوصاف منيّا ولو لم يحصل الوثوق بذلك ، فلا يتوجّه عليهم الاعتراض بعدم الدليل على اعتبار الرائحة أو اللون أو كفاية بعض الأوصاف. فمقصودهم أنّ هذه الأوصاف لمّا كانت من أوصاف المنيّ ، التي لا تنفكّ عنه عادة ربما يحصل الوثوق عند إحساس شيء منها بكونه منيّا.
وكيف كان فالأقوى إنّما هو اعتبار العلم أو ما هو بمنزلته.
وأمّا اجتماع الأوصاف الثلاثة : فهو طريق علميّ بشهادة العرف والشرع ، ومعه لا اعتداد بالترديد الشخصيّ الحاصل ممّن يتردّد.
نعم ، كلّ واحد من الأوصاف حتى الرائحة واللون ربما يورث الوثوق والاطمئنان بكون الخارج منيّا لو لم يعلم بانفكاكه عمّا عداه من الأوصاف ، بل الإنصاف أنّه قلّما ينفكّ خروجه من شهوة يقارنها الفتور عن الجزم بكون الخارج منيّا ، ولذا لا ينبغي ترك الاحتياط بالغسل عند عدم العلم بالانفكاك خصوصا بالنظر إلى ما في غير واحد من الأخبار