عباده.
مثل : رواية أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترضه الله تعالى على العباد ما لا يسعهم جهله ، ولا يقبل منهم غيره ، ما هو؟ فقال عليهالسلام : «أعد عليّ» فأعاد عليه ، فقال : «شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ، وصوم شهر رمضان» ثمّ سكت قليلا ، ثمّ قال : «والولاية» مرّتين (١) ، إلى آخره ، إلى غير ذلك من الأخبار والأمارات التي يستفاد منها استفادة ضروريّة أنّ مثل هذه الفرائض من الأمور المهمّة المعتبرة في الشريعة ، وقد أوجبها الشارع على كلّ من أمره بالإسلام ، ومقتضى وجوب هذه الفرائض على عامّة المكلّفين : وجوب مقدّماتها عليهم ، كالغسل والوضوء وغيرهما ، كما لا يخفى.
وملخّص الكلام : أنّ من تأمّل في الأخبار والشواهد العقليّة والنقليّة لا يكاد يرتاب في أنّ معظم الأحكام المقرّرة في شريعة خاتم النبيّين صلىاللهعليهوآله ممّا أحبّ الله تعالى أن يتأدّب بها كافّة عباده المكلّفين ، ولا يرضى لأحد أن يتعدّى عنها ، فلو فرض ظهور بعض الأخبار في ما ينافي ذلك ، لتعيّن تأويله.
هذا ، مع أنّه يستفاد عموم الحكم في كثير من الأحكام من إطلاقات أدلّتها ، حيث لم يقيّد الأوامر والنواهي الواردة فيها بالإسلام حتى يكون
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٢ ـ ١١ ، وباختصار في الوسائل ، الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات ، الحديث ١٢.