وأمّا التعظيم فلا تجب مراعاته إلّا إذا استلزم تركه التوهين ، وكونه كذلك فيما نحن فيه غير مسلّم ، خصوصا إذا تعلّق بدخوله في المشاهد غرض صحيح ، بل ربما يكون دخوله تعظيما ، كما لو ضاق عليه وقت التشرّف ولم يتمكّن من التطهير وإن كان ترك الدخول في مثل هذا الفرض أيضا بقصد التعظيم لعلّه أعظم ، ولا منافاة بينهما ، لأنّ اتّصاف الفعل بكونه تعظيما من الأمور التي تختلف بالقصود وملاحظة الجهات والأحوال والأزمنة والأمكنة ، كما لا يخفى.
واستدلّ له أيضا : بأنّ حرمة الأئمّة عليهمالسلام بعد وفاتهم كحرمتهم أحياء ، وقد ورد النهي عن دخول الجنب بيوتهم في حال الحياة في عدّة من الأخبار : ففي رواية بكر (١) بن محمد ، قال : خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال : «يا أبا محمد أما تعلم أنّه لا ينبغي لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء؟» قال : فرجع أبو بصير ودخلنا (٢).
وفي رواية الإرشاد عن أبي بصير ، قال : دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي فأصبت منها ثمّ خرجت إلى الحمّام فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجّهون إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، فخفت أن يسبقوني ويفوتني
__________________
(١) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : بكير. وما أثبتناه من المصدر.
(٢) بصائر الدرجات ٢٦١ ـ ٢٣ ، الوسائل ، الباب ١٦ من أبواب الجنابة ، الحديث ١.