من يد هذا العدوّ» ثمّ قال : «يا داود بن زربي توضّأ مثنى مثنى ، ولا تزدنّ عليه ، وإنّك إن زدت عليه لا صلاة لك» (١).
ولقد نقلنا الحديثين بطولهما ، للتيمّن وابتهاج المؤمنين برؤية مثل هذه الأخبار ، وسرورهم بدعاء الصادق لهم ، صلوات الله وصلوات جميع خلقه عليه وعلى آبائه الطاهرين وأولاده المعصومين ، ولعنة الله على أعدائهم والشاكّين فيهم أجمعين إلى يوم الدين.
هذا ، مع ما فيها من القرائن التي تشهد ببطلان بعض المحامل التي التزم بها بعض من حاول الجمع بين أخبار الباب ، كحمل هذه الأخبار المستفيضة ـ التي كادت تكون صريحة في استحباب الغسلة الثانية بنفسها ـ على التقيّة ، كما عن المنتقى (٢) ، أو على أنّ المراد من قوله عليهالسلام : «الوضوء مثنى مثنى» استحباب تجديد الوضوء ، كما عن الصدوق (٣) ، لا تكرير الغسلات ، أو أنّه عليهالسلام أراد بقوله : «مثنى مثنى» غرفتين لغسلة واحدة ، كما عن المحدّث الكاشاني (٤) ، فيكون الفضل في إتيان كلّ غسلة بغرفتين ، أو أنّه عليهالسلام أراد من «مثنى مثنى» غسلتين ومسحتين ، لا كما يزعمه المخالفون من أنّه ثلاث غسلات ومسحة ، كما عن المحقّق البهائي (٥) ، أو أنّ المراد استحباب إسباغ الغسلة الأولى بالثانية إذا كانت
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣١٢ ـ ٥٦٤ ، الوسائل ، الباب ٣٢ من أبواب الوضوء ، الحديث ٢.
(٢) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ٣٣١ ، وانظر : منتقى الجمان ١ : ١٤٨.
(٣) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ٣٢٩ ، وانظر : الفقيه ١ : ٢٥ ـ ٢٦.
(٤) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ٣٣٦ ، وانظر : الوافي ٦ : ٣٢٢.
(٥) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، وانظر : الحبل المتين : ٢٤.