وهذا التركيب جائز عند من جعل العامل فى التركيب السابق متعديا إلى اثنين ، كما أنه يجوز عند من جعل الثانى منصوبا بفعل آخر ، تقديره : احذر ، أو : اتق.
لكنه يمتنع عند من جعل العامل متعديا إلى واحد ، والرأى الأخير أكثر شيوعا ، ذلك لأنه يلزم حذف حرف الجر (من) لينصب المجرور ؛ إذ التقدير : إياك من الفجور ، وحذف حرف الجر (من) غير مطرد إلا مع الحروف المصدرية : أنّ (المفتوحة الهمزة المشددة النون) ، وأن (المخففة النون).
وأكثر من يجيزون هذا التركيب يشترطون أن يكون المحذر منه مصدرا ، نحو إياك أن تكذب ، إياك الإهمال ، إياك الشرّ ، إياك أن تغفل عن ذكر الله.
أما إذا كان المحذر منه اسم ذات فإنهم لا يجيزونه ، حيث يجوز حذف الجرّ (من) قبل المصدر ، وبخاصة إذا كان مؤولا ، ولا يجوز ذلك الحذف قبل أسماء الذوات.
لكننا نقرأ عند بعض النحاة الاستشهاد لهذا التركيب بمحذر منه اسم ذات ، نحو ؛ إياك الأسد (١) ، فهؤلاء يجيزون هذا التركيب مطلقا.
ملحوظة :
ورد هذا التركيب مكررا فيه الضمير المنفصل المنصوب (إياك) فى قول الشاعر :
فإيّاك إيّاك المراء فإنه |
|
إلى الشرّ دعّاء وللشرّ جالب (٢) |
__________________
(١) شرح ابن الناظم ٦٠٧.
(٢) الكتاب ١ ـ ١٤١ / المقتضب ٣ ـ ٢١٣ / الخصائص ٣ ـ ١٠٢ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٢٥ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ١٨٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٢٨ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٨٩.
(فإياك) الفاء بحسب ما قبلها ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. إياك : ضمير منفصل مبنى فى محل نصب على المفعولية لفعل محذوف تقديره : اتق. (إياك) توكيد للأول مبنى فى محل نصب. (المراء) مفعول به لفعل محذوف تقديره : اتق ، أو احذر ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة. (فإنه) الفاء حرف سببى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى ، فى محل نصب اسم إن. (إلى الشر) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بدعاء ، (دعاء) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وللشر) عاطف ، وجار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بجالب. (جالب) معطوف على خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.