الكاف (١)
اتفق النحاة على أن الكاف جارة لما بعدها إذا كانت عاملة ، وجعلها سيبويه كاف الجر ، ولكنهم اختلفوا فى حرفيتها ، فيذهب سيبويه إلى أن كاف التشبيه حرف ، ولا تكون اسما إلا فى ضرورة الشعر ، حيث يقول : «واعلم أنه لا يكون اسم مظهر على حرف أبدا ؛ لأن المظهر يسكت عنده ، وليس قبله شىء ، ولا يلحق به شىء ، ولا يوصل إلى ذلك بحرف» (٢) ، أما مذهب الأخفش والفارسى وكثير من النحويين أنه يجوز أن تكون حرفا واسما فى الاختيار (٣) ، أما أبو جعفر بن مضاء فقد قال باسميتها أبدا ؛ لأنها بمعنى (مثل) (٤) ، وجعل النحاة (الكاف) إذا وقعت زائدة حرفا أبدا ، وكذلك إذا وقعت أول كافين ، ولكن سيبويه يرى أن بعضهم جعلها اسما لأنها فى معنى (مثل) فى هذا الموضع (٥) ، وذكر الرمانى أن الكاف الواقعة مع مجرورها صلة تكون حرفا (٦) ، وذكر ابن مالك ذلك (٧).
وذكر النحاة (٨) أنها تكون اسما إذا جرت بحرف جر ، أو أضيف إليها ، أو وقعت فاعلة ، أو وقعت مبتدأ ، أو وقعت اسما لكان ، أو وقعت مفعولة ، ومن النحاة من تأول كلّ ما سبق على حذف الموصوف ، وهذا ما أذهب إليه.
والكاف لا تدخل إلا على الظاهر ، فهى على الأرجح لا تدخل على المضمر إلا إذا كان شذوذا.
__________________
(١) انظر : معانى الحروف : ٤٧ / المفصل : ٢٨٩ / التسهيل ١٤٧ / رصف المبانى ٣٨٨ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٣٩ / الجنى الدانى ٧٨ / همع الهوامع : ٢ ـ ٣٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١٦ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٠٧.
(٢) الكتاب ٤ ـ ٢١٨.
(٣) انظر : سر صناعة الإعراب ١ ـ ٢٩٠ ، ٢٩١ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٤٢ / الجنى الدانى ٢٩ / همع الهوامع ٢ ـ ٣١.
(٤) المواضع السابقة.
(٥) انظر : الكتاب ١ ـ ٣٢.
(٦) انظر : معانى الحروف ٤٨ / الجنى الدانى ٨١.
(٧) انظر : التسهيل ١٤٧.
(٨) انظر : المراجع السابقة.