وإما أن تكون نكرة تمييزا ، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) مميز بالنكرة ، وجملة (يحكمون) فى محل نصب ، نعت لـ (ما).
وعلى الوجهين فإن المخصوص يكون محذوفا.
ومنه قوله تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) [الأعراف : ١٧٧](١).
لكنه لا بدّ من تقدير محذوف فى مثل هذه الآية الكريمة ، حتى يصدق الفاعل وتمييزه والمخصوص على شىء واحد ، فيقدر أحد تقديرين :
أولهما : إما أن يكون : ساء مثل أهل القوم القوم الذين ...
والآخر : ساء مثلا مثل القوم ...
وسواء أكان هذا أم ذاك ، فإن المضاف إليه يقوم مقام المضاف ، ويأخذ حكمه الإعرابى.
ج ـ قد يجرّ الفاعل بالباء الزائدة فيكون دالا على المدح أو الذمّ مع التعجب.
«حكى الكسائى عن العرب : مررت بأبيات جدن أبياتا ، وجاد بهن أبياتا» (٢) حيث ذكر فاعل (جاد) مرة ضميرا بارزا ، وأخرى مسبوقا بالباء الزائدة.
وقال الطرمّاح :
حبّ بالزّور الذى لا يرى |
|
منه إلا صفة أو لمام (٣) |
__________________
(١) (ساء) فعل ماض مبنى على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو. (مثلا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. والجملة خبر مقدم ، أو لا محل لها من الإعراب. (القوم) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو خبر لمبتدإ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف. (الذين) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، نعت للقوم. (كذبوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (بآياتنا) الباء : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. آيات : مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالتكذيب. وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر بالإضافة.
(٢) ارتشاف الضرب ٣ ـ ٢٨ / أوضح المسالك ٢ ـ ٢٨٩.
(٣) شرح التصريح ٢ ـ ٩٩.
الزور : الزائر ، صفحة : جانب ، لمام : جمع لمة ، بكسر اللام وتشديد اللام ، وهى الشعر يجاوز شحمة الأذن.