المجرورات
المعنى المميز للمجرورات هو معنى النسبة ، أو علاقة النسبة بين الجار والمجرور ، حيث فهم النحاة العرب (١) أن العلاقة بين المضاف والمضاف إليه بخاصة هى علاقة النسبة ، وجعلوا حروف الجر من باب الإضافة ، ولذلك فإن علاقة النسبة تشمل دراسة المجرور بحروف الجر ، المجرور بالإضافة.
فحدّ المجرورات أنها ما اشتمل على علم المضاف إليه ، والمضاف إليه كلّ اسم نسب إليه شىء بواسطة حرف جرّ لفظا أو تقديرا مرادا (٢).
والمقصود (بواسطة حرف جرّ) أن المجرور بالحرف وبالإضافة فيه حرف جرّ ، وفيه معنى الإضافة ، فإذا قلت : مررت بمحمد ، فإنك قد أضفت مرورك إلى محمد بواسطة الحرف.
ويقصد (باللفظ والتقدير) ذكر حرف الجرّ ملفوظا به كما هو فى الجرّ بالحروف ، أو تقدير ذكره كما هو فى الإضافة. فقولك : (غلام أحمد) تقديره : غلام لأحمد ، وتقدير ثوبك : ثوب لك ، وتقدير ثوب حرير : ثوب من حرير ، وتقدير ماء الكوب : ماء من الكوب ، أو : فيه ، أو : له)
والمقصود (بالمراد) إخراج ظرف الزمان والمكان ، فإنهما يقدر فيهما حرف الجر (فى) ؛ لكنه متروك فيهما غير مراد (٣).
ويذكر سيبويه أن الجرّ إنما يكون فى كل اسم مضاف إليه ، وأن المضاف إليه ينجرّ بثلاثة أشياء (٤) :
ـ بشىء ليس باسم ولا ظرف ، وهى الحروف.
__________________
(١) ينظر : الأشمونى ٢٢٨ / همع الهوامع ٢ ـ ٤٦ / الخضرى على ابن عقيل ٢ ـ ٢.
(٢) شرح الكافية لابن الحاجب ١ ـ ٥١ / شرح القمولى على الكافية ٣٥٣.
(٣) ينظر : الأشباه والنظائر فى النحو للسيوطى ٢ ـ ١٠٩.
(٤) ينظر : الكتاب ١ ـ ٤١٩ / شرح القمولى على الكافية : ٣٥٤.