استمعت إليك ، فإن الاستماع منتهاه المجرور بإلى ، وهى فى هذا المعنى مقابلة لـ (من) ، وتقول : قلبى إليك ، فإن القلب منته إلى المخاطب باعتبار الشوق والميل.
ومدلول انتهاء الغاية يكون لـ (إلى) مطلقا ، وهو مدلول عام عليها.
وإذا وجد قرينة تدلّ على دخول ما بعدها فيما قبلها كان كذلك معنويّا ، كأن يقال : اشتريت الدار إلى فنائها ، فالفناء داخل لأنه من الدار ، وتقول : اشتريت الأرض إلى الطريق ، كان الطريق خارجا ؛ لأنه لا يشترى. وإن لم توجد قرينة فإن ما بعدها لا يدخل فيما قبلها.
٢ ـ انتهاء الغاية الزمانية :
نحو : أخروا صلاة الجمعة إلى مغيربان الشمس ، فالمجرور (مغيربان الشمس) دلالة زمنية سبق بحرف الجرّ (إلى) ، فدل على انتهاء الغاية الزمانية ، ومثاله : ولا يزال ولا يزالون كذلك إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح ، فالنوم المسبوق بإلى حدّ زمنى. ومنه : عملت إلى الظهيرة. وذاكرت الدرس إلى آخر الليل. (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة : ١٨٧].
٣ ـ انتهاء الغاية المكانية :
نحو : ردّهم بعد الهجرة إلى القرى ، فالمجرور (القرى) المسبوق. بحرف الجر (إلى) دل على المكان الذى انتهوا إليه ردّه ، ومثل ذلك قوله : والرجوع إلى داره وحرمه ، وقوله تعالى : (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [الإسراء : ١].
٤ ـ أن تكون بمعنى (مع):
وتكون فيما إذا ضممت شيئا إلى شىء ، قال به الكوفيون وجماعة من البصريين ، ولكن تأول بعضهم ما ورد من ذلك على تضمين العامل (١) ، وذلك نحو : وقد يجمع أهلها غيرها إليها ، فالسابق غيرها والمجرور بحرف الجر (إلى) ، وهو ضمير الغائبة (الهاء) مصحوبان مع بعضهما بمدلول الحدث (يجمع).
__________________
(١) الجنى الدانى ٣٨٦ / مغنى اللبيب ١ ـ ٦٥.