حذف حرف القسم (١) :
قد يحذف حرف القسم ، ويبقى فى التركيب المقسم به ، ويكون ذلك فى صورتين :
أولاهما : أن يذكر المقسم به بدون تعويض عنه ، وحينئذ يجب أن ينصب المقسم به ، فتقول : الله لألتزمنّ بالواجب ، فيكون لفظ الجلالة المقسم به منصوبا ، إلا أن النحاة يختلفون فيما بينهم فى عامل النصب ، فمنهم من يرى أن الفعل المحذوف وصل إلى المقسم به بنفسه ، لمّا حذف حرف الجرّ ، ومنهم من يرى أن النصب بحذف حرف الجر.
والتفسير الذى يذهب إلى أن المقسم به ينصب إذا حذف حرف الجر بسبب هذا الحذف هو المقبول ، حيث ينصب المقسم به ـ حينئذ ـ على نزع الخافض.
ومن ذلك قول ذى الرمة :
ألا ربّ من قلبى له الله ناصح |
|
ومن قلبه لى فى الظباء السوانح (٢) |
لفظ الجلالة المقسم به (الله) منصوب على نزع الخافض ، حيث حذف حرف الجر. وقول الآخر :
إذا ما الخبز تأدمه بلحم |
|
فذاك أمانة الله الثريد (٣) |
(أمانة) مقسم به منصوب على نزع الخافض ، حيث حذف حرف القسم.
تراكيب فى القسم بين النصب والجر :
وفى القسم عدة تراكيب تتصل بجر المقسم به ونصبه ، وقد ذكرها سيبويه (٤) ، منها :
__________________
(١) ينظر فى ذلك : البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٩٢٩ / المساعد ٢ ـ ٣٠٦.
(٢) الكتاب ٢ ـ ١٠٩ / ٣ ـ ٤٩٨.
(٣) الكتاب ٣ ـ ٦١ / ٤٩٨.
(٤) الكتاب ٣ ـ ٥٠١ ، ٥٠٢ / وانظر : المقتضب ٢ ـ ٣٣.