حيث ، المبتدأ (إنارة) مؤنث ، وقد أضيف إلى المذكر (العقل) ، فاكتسب منه معنى التذكير ، ولذا أخبر عنه بالخبر المذكر (مكسوف) ، ويمكن أن يكون منه قوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف : ٥٦](١). ونقل عن الفراء أنه إذا كان القرب فى النسب كان التأنيث واجبا ، نحو : هذه قريبة فلان.
وشرطه أن يصحّ الاستغناء بالمضاف إليه عن المضاف ؛ ولذا يمتنع اكتساب التذكير للمضاف فى القول : هذه كراسة محمد ، ولا فى : قامت ابنة علىّ ، حيث لا يجوز الاستغناء بالمضاف إليه (محمد ، وعلى) عن المضاف (كراسة ، ابنة).
د ـ التأنيث :
قد يكتسب المضاف المذكر من المضاف إليه المؤنث معنى تأنيثه إذا صحّ الاستغناء عنه به ، وكان المضاف بعض المضاف إليه ، أى : إذا كان المضاف صالحا للحذف ، وصح الاستغناء عنه بالمضاف إليه ، نحو : قطعت بعض أصابعه ، حيث ألحق بالفعل تاء التأنيث ، ونائب الفاعل (بعض) مذكر ، لكنه اكتسب التأنيث من إضافته إلى مؤنث (أصابع) ، وصح الاستغناء به عنه ، فيجوز القول : قطعت أصابعه ، ولذلك فإنك ترى أن المضاف بعض المضاف إليه.
ومنه قوله ـ تعالى ـ بقراءة الحسن البصرى ومجاهد وقتادة ـ : (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) [يوسف : ١٠]. والتأنيث والتذكير جانبان معنويّان ، فإذا اختلف فيهما ركنا التركيب الإضافىّ وصحّ وضع أحدهما موضع الآخر صحّ اكتساب هذين المعنيين.
ومن اكتساب المضاف التأنيث من المضاف إليه قول الأغلب العجلى ، كما ينسب إلى العجاج :
__________________
بمكسوف. (هوى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (وعقل) الواو حرف ابتداء مبنى ، لا محل له من الإعراب ، عقل : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (عاصى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (الهوى) مضاف إلى عاصى مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة. (يزداد) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (تنويرا) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(١) ينظر : شرح ابن الناظم ٣٨٨ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٤٨ ، ٢٤٩.