مثلك ، وأحضرت عاملا غيرك ، وأنت ترى أنه يوصف بهما النكرة (رجل ، وعامل) ، وقد أضيفا إلى المعرفة (ضمير المخاطب) ، ولا تكون الصفة أعلى فى مرتبة التعريف من الموصوف ، ولذلك يحكم عليهما بالتنكير ، فلا يتعرفان ، وإنما يختصان.
ومثلهما : شبهك ، وخدنك ، وتربك ، وضربك ، وشرعك ، ونحوك ، وندّك ، وحسبك ، ومنها : قيد الأوابد (مقيد) ، وعبر الهواجر ، وواحد أمه (وحيدها) ، وعبد بطنه.
وينقل عن أبى البقاء أنه إذا أريد بـ (غير) المغايرة من كلّ وجه تعرفت بالإضافة ، كقولك : الحركة غير السكون (١).
ومن النحاة من يجعل هذه من قبيل الإضافة اللفظية ، ويؤولونها باسم الفاعل المراد به الحال أو الاستقبال.
ومما يكون إبهامه ناتجا من طبيعة معناه ما يذكر في القسم المختص بالملازم للإضافة من الظروف المبهمة غير المحدودة ، وهى ما تسمى بالغايات ، من مثل : قبل ، وبعد ، وأمام ، وقدام ، وخلف ، ... وما يمكن أن يعبر به عن الجهات الست ، وكذلك ما يلحق بها من الأسماء المبهمة من نحو : عل ، وأول ، وكذلك كل الأسماء الملازمة للإضافة سواء أكانت مضافة إلى جملة أم إلى مفرد مما يذكر فى هذا القسم من الملازم للإضافة.
ج ـ التذكير :
قد يكتسب المضاف المؤنث من المضاف إليه المذكر معنى التذكير ، إذا كان المضاف صالحا للحذف ، وصحّ الاستغناء عنه بالمضاف إليه ، ومنه قول الشاعر :
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى |
|
وعقل عاصى الهوى يزداد تنويرا (٢) |
__________________
(١) ينظر : شرح التصريح : ٢ ـ ٢٧.
(٢) (إنارة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (العقل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(مكسوف) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (بطوع) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة