وقول جميل بثينة :
وما حبّ الديار شغفن قلبى |
|
ولكن حبّ من سكن الديارا (١) |
(حب) مبتدأ ، وهو مذكر أخبر عنه بالخبر الجملة (شغفن) ، وهى تدلّ على جمع المؤنث ، وجاز ذلك لأن المبتدأ المذكر أضيف إلى المؤنث الذى جاز الاستغناء به عنه ، كما أنه سبب منه ، ففيه بعضية معنوية.
ومنه قول الأعشى يصف رجلا بإفشاء السوء :
وتشرق بالقول الذى قد أذعته |
|
كما شرقت صدر القناة بالدم (٢) |
وفيه الفعل (شرقت) لحقت به تاء التأنيث ، وهو مسند إلى المذكر (صدر) وجاز هذا لأن الفاعل (صدر) أضيف إلى المؤنث (القناة) ؛ فاكتسب منه تأنيثه ، حيث جاز الاستغناء به عنه ، وهو بعضه.
ومنه قول الفرزدق يذم قوم الأخطل :
أتى الفواحش عندهم معروفة |
|
ولديهم ترك الجميل جمال (٣) |
__________________
(١) ينظر : مغنى اللبيب ٢ ـ ١٠٤ / شرح التصريح ٢ ـ ٣١.
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (حب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الديار) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (شغفن) فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع خبر المبتدإ. (قلبى) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (ولكن) الواو : استئنافية حرف مبنى ، لا محل له. لكن : حرف استدراك مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من) اسم موصول مبنى فى محل جر بالإضافة ، وخبره محذوف دل عليه ما سبق. والتقدير : حب من سكن .. شغفن قلبى. (سكن) فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. (الديارا) مفعول به منصوب على التوسع ، والألف للإطلاق ، والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.
(٢) ينظر : الكتاب ١ ـ ٢٤ ، ٢٥ / المقتضب ٤ ـ ١٩٧ / مغنى اللبيب ٢ ـ ١٠٤ / شرح الفيه ابن معطى ١ ـ ٧٤٠ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٤٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٣١ / همع الهوامع ٢ ـ ٤٩.
(٣) ينظر شرح ابن الناظم ٣٨٧ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٤٨.
(أتى) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الفواحش) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ،