والثانى : ما يضاف إلى الضمير مطلقا :
وهو (وحد) حيث يضاف إلى ضمير مطابق ، وهو ملازم الإضافة إلى الضمير ؛ فيقال : وحده ، وحدك ، وحدى ، وهو مصدر ملازم للإفراد والتذكير على المشهور ، كما يلزم النصب ، ونصبه إما لأنه مصدر واقع موقع الحال ، وإما لأنه ظرف ، والأول أكثر تلاؤما مع معناه ، حيث يعنى به الانفراد. وقد يجر بـ (على) ؛ فجعله ابن الأعرابىّ اسما متمكنا ؛ فقال : جلسا على وحدهما ، وجلس على وحده ، وقد يثنّى مضافا إلى ضمير مثنى ؛ فيقال : جاءا وحديهما ، وجلسا على وحديهما.
وقد يضاف إلى : نسيج ، جحيش ، عيير .. فيقال : فلان نسيج وحده ، أى : منفرد بفضل ما عن غيره ، وهذا مدح ، وجحيش وحده ، وعيير وحده ، وهو الذى يستبد برأيه ، وهما ذم ، وهما تصغير : جحش وعير ، وكذلك صرف كلّ منها ، فيقال : هما نسيجا وحدهما ، وهم نسيجو وحدهم ، وهى نسيجة وحدها ، وهن نسيجات وحدهن ، ومثل ذلك فى التصرف : جحيش وحده ، وعيير وحده.
ومثل (نسيج وحده) قولهم : قريع وحده ، وهو الذى لا يقارعه فى الفضل أحد.
و (وحد) بعد الإضافة فى التراكيب السابقة يكون مجرورا.
ومنه كذلك : (كل) فى التوكيد ونظائرها ، حيث يلزم إضافة (كل) إلى ضمير الجمع حال كونها توكيدا ؛ فتقول : كافأت المجدين كلّهم ، حيث (كل) توكيد للمجدين منصوب ، وقد أضيف إلى ضمير الغائبين.
وتقول : حضرت الفتيات كلّهن ، واستمعت إلى المحاضرة جميعها أو كلّها.
ونجعل منه بدل بعض من كل وبدل الاشتمال ، حيث يجب أن يضاف كلّ منهما إلى ضمير المبدل منه ؛ فتقول : فهمت الدرس نصفه ، وبنيت البيت أساسه ، وأعجبت بالفتى أخلاقه ، وبالرجل علمه ... إلخ.