وفيه نصب الظرف (بعد) ونون ، حيث لم ينو معه الإضافة.
بناؤها :
الظروف المبهمة وأسماء الزمان المبهمة غير المحدودة وما يجرى مجراها من الأسماء المبهمة إذا قطعت عن الإضافة لفظا لا معنى ـ أى : إذا لم يذكر لفظ المضاف إليه لكنه ينوى معناه ـ فإنها تبنى على الضمّ ، وتسمى ـ عندئذ ـ غايات ، حيث صارت بحذف ما تضاف إليه منتهى عندها.
فتقول : جلست يمين ، أو شمال ، أو : فوق ، أو : تحت ، بالضم فيهن ، والأصل : يمينك ، وشمالك ، وفوقك ، وتحتك.
من ذلك قوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤]. العامة على بنائهما على الضم ، وهما فى محل جر لانقطاعهما عن الإضافة لفظا لا معنى ، والتقدير : من قبل الغلب ومن بعده.
وقد قرئا بالكسر والتنوين ، حيث لم ينو فيهما الإضافة ، فأعربا فى موقعهما.
ومنه أن تقول : ابدأ بهذا أول ، وخذ هذا حسب (١). ومنه قول معن بن أوس :
لعمرك ما أدرى وإنّى لأوجل |
|
على أيّنا تعدو المنيّة أول (٢) |
__________________
(١) ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥١٨ / شرح التصريح ٢ ـ ٥١.
(٢) شرح التصريح ٢ ـ ٥١ / شرح الشذوذر ١٠٣ ..
(لعمرك) اللام للابتداء ، عمر : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمى ، وكاف الخطاب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (ما أدرى) حرف نفى مبنى ، وفعل مضارع مقدرا ، وفاعله مستتر تقديرة : أنا ، والجملة جواب القسم لا محل لها إعرابيا. (وإنى) واو الحال أو الابتداء. إن حرف توكيد ونصب مبنى ، وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لأوجل) اللام للتوكيد أو الابتداء أو المزحلقة. أوجل : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، حال. (على أينا) جار ومجرور ومضاف ، وشبه الجملة متعلقة بتعدو. (تعدو) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. (المنية) فاعل مرفوع. (أول) ظرف زمان مبنى على الضم فى محل نصب متعلق بتعدو. والجملة الفعلية فى محل نصب بأدرى.