ثانيتها : بقاء المضاف على إعرابه مع التنوين :
وقد يحذف المضاف إليه ويبقى المضاف على إعرابه وتنوينه ، وذلك فى موضعين :
أ ـ أن يكون المضاف مما سبق ـ أى : ظرفا ، أو ما يشبه الغايات ـ ويكون المضاف إليه المحذوف نكرة ، حينئذ يعرب المضاف وينون.
من ذلك قول امرئ القيس :
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا |
|
كجلمود صخر حطّه السيل من عل |
بكسر اللام على الإعراب بالجرّ مع حذف المضاف إليه ، وهو نكرة ، فيكون العلوّ مبهما ، لإضافته إلى النكرة ، وتكون السرعة أبلغ.
وقد يكون المقصود غير الإضافة ، فيكون العلوّ غير محدد ، وغير مقيد ، وهذا أدعى إلى المبالغة فى وصف سرعة فرسه أبلغ مما سبق.
ب ـ قد يحذف المضاف إليه اختصارا ، وذلك مع كلّ الأشياء التى لا يفهم معناها إلا من خلال الإضافة ، نحو : مثل ، وكل ، وبعض ، وقبل ، وبعد ، وأى الشرطية ، وأى الاستفهامية ، وما أشبه ذلك ، وتلحظ أن المضاف غير ظرف. كأن تقول : كلّ يأتينا ، والتقدير : كلكم يأتينا ، فحذف المضاف إليه ضمير المخاطبين ، أو غيره مما يقدر ، وبقى المضاف على إعرابه مع تنوينه ، فكأن الإضافة منوية.
ومنه قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠] ، أى : أى الاسمين تدعوا. ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) [يس : ٣٢].
ثالثتها : بقاء المضاف مع إعرابه بدون تنوين :
قد يحذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف على إعرابه بدون تنوين ، كأنه مضاف ، وذلك إذا عطف على المتضايفين متضايفان آخران ، والمضاف إليه فيهما واحد ، نحو : خذ ربع ونصف ما حصل ، والأصل : خذ ربع ما حصل ونصف ما حصل ،