وهذا المعنى يعبر عنه النحاة بالتصديق ، ويعنون به إدراك النسبة ، والتصديق معنى مجازى ، لأنه إما تصديق أو عدم تصديق ، أى : نفى ، لكن الأكثر وضوحا أن يكون السؤال بالهمزة فى مثل هذا التركيب مفيدا للسؤال عن علاقة معنوية بين عنصرين معنويين من عناصر الجملة من حيث الثبوت وعدمه.
والجواب عنها مع وجود (أم) فى السؤال يكون بالتعيين ؛ لأن المسئول عنه علاقتان معنويتان ، فيكون الجواب بتعيين إحداهما ، فإذا قلت : أمحمد حاضر أم غائب؟ فإن الجواب يكون : محمد حاضر ، أو : محمد غائب.
وهذا المعنى يعبر عنه النحاة بالتصور ، ويعنون به إدراك المفرد ، لكن الأكثر وضوحا هو : أن يكون مفيدا للسؤال عن تعيين علاقة معنوية من علاقتين مسئول عنهما.
ومثال الاستفهام بها أن تقول : أفهمتم ما أقول؟ أمحمد حضر اليوم؟ أكتب كلّ الحاضرين الدرس؟ أمحمود وعلىّ أجابا عن هذا السؤال؟.
وتكون الإجابة عن الأسئلة السابقة فى حال الإيجاب بالحرف (نعم) ، وفى حال النفى بالحرف (لا). فتكون الإجابة فى حال الإيجاب كما يأتى :نعم ؛ فهمنا ما تقول. نعم ؛ محمد حضر اليوم. نعم ، كتب كلّ الحاضرين الدرس. نعم ؛ محمود وعلىّ أجابا عن هذا السؤال.
وتقول : ألم تشتر الكتاب؟ فيجاب بالإيجاب : بلى ؛ اشتريت الكتاب. وفى حال النفى تكون الإجابة : نعم ؛ لم أشتر الكتاب. ومنه : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الانشراح : ١].
ملحوظة : حال إعراب الجملة السابقة فإن حرف الاستفهام وحرف الجواب يكونان لا محلّ لهما من الإعراب ، وهما غير مؤثرين إعرابيا ، وبالتالى فإنّ ما بعدهما يعرب حسب تصنيفه الجملى ، إن جملة اسمية ، وإن جملة فعلية.
فإعراب : أفهمتم ما أقول؟ هو :