وقرأته على أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التّبّان المقرئ بمسجده بالمأمونية من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن عليّ الجوهريّ قال (١) : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، قال : حدثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، قال : حدثنا سعيد بن أبي أيّوب ، قال : حدثني أبو الأسود ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من قتل دون ماله مظلوما فله الجنّة» (٢).
قال القرشي : سألته ، يعني سعيدا الخازن عن مولده ، فقال : في ليلة رجب (٣) سنة خمس وخمس مئة.
وقال غيره : توفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.
__________________
(١) في الأصل : «قالا» وهو سبق قلم لعله من الناسخ ، لأن الإسنادين يلتقيان عند أبي محمد الحسن الجوهري.
(٢) حديث صحيح.
أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد عن عبد الله بن يزيد المقرئ ٢ / ٢٢٣ ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١١٥ وفي الكبرى (٣٥٤٩) عن عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ، عن عبد الله ابن يزيد المقرئ.
وأخرجه البخاري عن عبد الله بن يزيد المقرئ (٣ / ١٧٩ حديث ٢٤٨٠) بلفظ «من قتل دون ماله فهو شهيد» ، ورواية النسائي أصح من هذا الوجه ، قال الحافظ في الفتح ٥ / ١٢٣ نقلا عن الإسماعيلي : «كذا أخرجه البخاري ، وكأنه كتبه من حفظه ، فجاء به على اللفظ المشهور ، وإلا فقد رواه الجماعة عن المقرئ بلفظ : (من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة) ، ومن أتى به على غير اللفظ الذي اعتيد ، فهو أولى بالحفظ ، ولا سيما وفيهم دحيم ، وكذلك ما زادوه من قوله : (مظلوما) ، فإنه لا بد من هذا القيد».
(٣) هكذا في الأصل ، فكأنه يريد : «ليلة غرة رجب» واختصر المنذري الموضوع فقال : في رجب.