١٥٥٤ ـ شعيب (١) بن أبي طاهر بن كليب بن مقبل ، أبو الغيث الضّرير.
من أهل البصرة.
قرأ القرآن الكريم بها ، وشيئا من الأدب على أبي أحمد محمد بن طلحة بن عمر ، وسمع منه. ثم قدم بغداد وتفقّه بها على مذهب الشافعي رضياللهعنه ، ودرس على الشيخين أبي طالب وأبي القاسم صاحبي أبي الحسن ابن الخلّ ، وحصّل طرفا صالحا من معرفة المذهب والخلاف والأدب ، وله ترسّل وشعر.
وخرج إلى مكّة شرّفها الله وأقام بها برباط أنشأته بعض جواري دار الخلافة المعظّمة مديدة يؤمّ فيه ويقرئ العلم. ثم عاد إلى بغداد واستوطنها.
وعلّقت عنه أناشيد ؛ أنشدني أبو الغيث شعيب بن أبي طاهر البصري ببغداد ، قال : أنشدني أبو أحمد محمد بن طلحة المالكيّ بالبصرة لنفسه :
إذا كنتم للنّاس أهل سياسة |
|
فسوسوا كرام النّاس بالجود والبذل |
وسوسوا لئام النّاس بالذّلّ يصلحوا |
|
عليه فإنّ الذّلّ أصلح للنّذل |
ذكر أنّه ولد بالبصرة في سنة خمس وأربعين وخمس مئة تقريبا ، رحمهالله وإيانا (٢).
__________________
(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ٣ / الورقة ١٥٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ١٠٢ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ١٦٣ ، وفي نكت الهميان ١٦٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٥١ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٩٧.
(٢) لم يذكر المؤلف وفاته ، أو هكذا وقع في النسخة الباريسية الفريدة إذ لم أجد فيها تاريخ الوفاة ، وذكر ابن الفوطي أنه توفي سنة ٦١٨ وصدّر الترجمة بالنقل عن المؤلف حصرا ، فإما أن يكون ذلك في نسخته التي نقل منها ، وإما أن يكون أضافه من مصدر آخر لعله تاريخ ابن النجار ، فكذلك جاءت وفاته عند الصفدي وغيره ، ومصدرهم تاريخ ابن النجار بلا ريب. على أن الذهبي ذكر وفاته في أول سنة ٦١٨ في «المختصر المحتاج» من غير إشارة إلى أنها من زياداته ، مما يقوي أن يكون ذلك في أصل النسخة التي اختصر منها.