حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد الخدري ، أو عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه : إمام عادل ، وشابّ نشأ بعبادة الله عزوجل ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال ، فقال : إني أخاف الله عزوجل ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل كان قلبه متعلّقا بالمسجد إذا خرج منه حتّى يعود إليه ، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا على ذلك وتفرّقا عليه».
قرأت على أبي عبد الله محمد بن محمد بن هارون المقرئ ، قلت له : حدّثكم الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذانيّ إملاء عليكم ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الحافظ ، قال : وفيما كتب إليّ جعفر ، يعني الخلدي ، وحدّثني عنه محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت رويما يقول : الصّبر ترك الشّكوى ، والرضا استلذاذ البلوى ، واليقين المشاهدة ، والتّوكّل إسقاط رؤية الوسائط والتّعلّق بأعلى الوثائق ، والأنس أن تستوحش من سوى محبوبك. وسئل عن المحبة ، فقال : الموافقة في جميع الأحوال ، وأنشد :
__________________
علمت ، على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد ، إلا مصعب الزبيري وأبا قرة موسى بن طارق فإنهما قالا فيه عن مالك عن خبيب ، عن حفص عن أبي هريرة وأبي سعيد جميعا ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ... والحديث محفوظ لأبي هريرة بلا شك من رواية خبيب بن عبد الرحمن عن حفص ابن عاصم ، عن أبي هريرة ، ومن غير هذا الإسناد أيضا. والذي رواه عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة من غير شك عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، وهو أحد أئمة أهل الحديث الأثبات في الحفظ والنقل ؛ رواه عن عبيد الله جماعة منهم : حماد بن زيد ، وابن المبارك ، ويحيى القطان ، وأنس بن عياض» (التمهيد ٢ / ٢٨٠ ـ ٢٨١).
قال بشار : وحديث أبي هريرة في الصحيحين : البخاري ١ / ١٦٨ (٦٦٠) و ٢ / ١٣٨ (١٤٢٣) و ٨ / ١٢٥ (٦٤٧٩) و ٨ / ٢٠٣ (٦٨٠٦) ، ومسلم ٣ / ٩٣ (١٠٣١). وصحح الإمام الترمذي الروايتين بعد أن ساقهما في الجامع (٢٣٩١) و (٢٣٩١ م).