دخل بغداد مرارا كثيرة ، وسمع بها من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والبارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدّبّاس ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وخلق يطول ذكرهم.
ثم قدمها آخر مرة في سنة ست وأربعين وخمس مئة ، وحدّث بها ؛ سمع منه جماعة من أهلها ، وقرأوا عليه بالقراءات. روى لنا عنه جماعة منهم : أبو أحمد عبد الوهّاب بن عليّ الأمين ، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن هارون المقرئ ، وأبو زكريا يحيى بن طاهر الواعظ وغيرهم.
وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني في كتابه ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته كما شرطنا ، والله الموفق.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ الأمين ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني بقراءتك عليه ببغداد في ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أحمد بن يوسف بن خلّاد ، قال : حدّثنا محمد بن غالب بن حرب ، قال : حدثنا القعنبيّ ، عن مالك (١) ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن
__________________
(١) الموطأ (٢٧٤٣) برواية الليثي ، وهو في رواية أبي مصعب الزهري للموطأ (٢٠٠٥) ومن طريقه ابن حبان (٧٣٣٨) ، والبغوي (٤٧٠) ، وفي رواية سويد بن سعيد (٦٥٣). وكذلك رواه الجوهري في مسنده من طريق القعنبي عن مالك (٣٢٥) مثل هذه الرواية. كما رواه عبد الله بن وهب عن مالك كما عند أبي عوانة ٤ / ٤١١ والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٥٨٤٤) ، ورواه الترمذي (٢٣٩١) عن معن بن عيسى القزاز ، ومسلم ٣ / ٩٣ والبيهقي ١٠ / ٨٧ عن يحيى بن يحيى النيسابوري كلاهما عن مالك ، به.
وقال ابن عبد البر : «وروى هذا الحديث عن مالك كل من نقل الموطأ عنه ، فيما