فأبلي عندكم بالشّكر عذرا |
|
وأجزل من ثنائكم الثّوابا |
ولكنّ الليالي قيّدتني |
|
وقيّد عدّتي (١) إلّا الخطابا |
فما تلقاني الأحباب إلّا |
|
سلاما أو مناما أو كتابا |
لأمر ما يقصّ الدهر ريشي |
|
لأنّ السّهم مهما ريش صابا |
وعاذلة تقول ولست أصغي |
|
ولو أصغيت لم أرفع جوابا |
تخوّفني الدّواهي وهي عندي |
|
أقل من أن أضيق بها جنابا |
إذا طرقت أعدّ لها قراها |
|
وقارا واحتسابا واصطبارا |
وما مثلي يخوّف بالدواهي |
|
عرين اللّيث لا يخشى الذّبابا |
تعاتبني فلا يرتدّ طرفي |
|
وهل تسترقص الرّيح الهضابا؟ |
ولو أنّ العتاب يفيد شيئا |
|
ملأت مسامع الدّنيا عتابا |
وقد وصّيتها بالصّمت عنّي |
|
فما صمتت ولا قالت صوابا |
تعنّفني على تركي بلادا |
|
عهدت بها القرارة والشّبابا |
تقول : وهل يضرّ السّيف إلّا |
|
إذا ما فارق السيف القرابا |
فقلت : وهل يضرّ السيف فلّ |
|
إذا قطّ الجماجم والرّقابا؟ |
بخوض الهول تكتسب المعالي |
|
يحلّ السّهل من ركب الصّعابا |
فليث الغاب يفترس الأناسي |
|
وليث البيت يفترس الذّبابا |
ولو كان انقضاض الطّير سهلا |
|
لكانت كلّ طائرة عقابا |
دعيني والنهار أسير فيه |
|
أسير عزائم تفري الصّلابا |
أغازل من غزالته فتاة |
|
تبيّض فودها هرما وشابا |
إذا شاءت مواصلتي تجلّت |
|
وإن ملّت توارت لي احتجابا |
وأسري اللّيل لا ألوي عنانا |
|
ولو نيل الأماني ما (٢) أصابا |
أطارح من كواكبه كماما |
|
وأزجر من دجنّته غرابا |
وأركب أشهبا (٣) غبرا كباعي |
|
وخضرا مثل خاطري انسيابا |
وآخذ من بنات الدّهر حقّي |
|
جهاز البيت استلب استلابا |
ولست أذيل بالمدح القوافي |
|
ولا أرضى بخطّتها اكتسابا |
__________________
(١) في الأصل : «وقيدت عرضي» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٢) في الأصل : «لما» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) في الأصل : «شهبا» ، وكذا لا يستقيم الوزن.