أأمدح من به أهجو مديحي |
|
إذا طيّبت بالمسك الكلاما |
سأخزنها عن الأسماع حتى |
|
أردّ الصّمت بينهما حجابا |
فلست بمادح ما عشت إلّا |
|
سيوفا أو جيادا أو صحابا |
أبا موسى ، وإنّي ذو (١) وداد |
|
أناجي لو سمعت إذا أجابا |
ولكن دون ذلك مهمه لو |
|
طوته الريح لم ترج الإيابا |
أخي ، برّ المودّة كلّ برّ |
|
إذا برّ الأشقّا (٢) الانتسابا |
بعثت إليك من نظمي بدرّ |
|
شققت عليه من فكري عبابا |
عداني الدهر أن يلقاك شخصي |
|
فأغنى الشّعر عن شخصي ونابا |
وقال في الغرض الذي نظم فيه الرّصافي (٣) من وصف بلده ، وذكر إخوانه ومعاهده ، مساجلا في العروض والرّوي ، عقب رسالة سماها «رسالة طراد الجياد في الميدان ، وتنازع اللّدان والإخوان ، في تنفيق مرسية على غيرها من البلدان» (٤) : [الطويل]
لعلّ (٥) رسول البرق يغتنم الأجرا |
|
فينثر (٦) عنّي ماء عبرته نثرا! |
معاملة أربو (٧) بها غير مذنب |
|
فأقضيه دمع العين من نقطة بحرا |
ليسقي (٨) من تدمير قطرا محبّبا |
|
يقرّ بعين القطر أن تشرب القطرا |
ويقرضه ذوب اللّجين وإنما |
|
توفّيه عيني من مدامعها تبرا |
وما ذاك تقصيرا بها غير أنه |
|
سجيّة ماء البحر أن يذوي الزّهرا |
خليليّ ، قوما فاحبسا طرق الصّبا |
|
مخافة أن تحمي (٩) بزفرتي الحرّى |
فإنّ الصّبا ريح عليّ كريمة |
|
بآية ما تسري من الجنّة الصّغرى |
__________________
(١) في الأصل : «أخيّ» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «الأشقّة» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) تقدمت قصيدة الرصافي الرائية في الجزء الثاني من الإحاطة في ترجمة محمد بن غالب الرصافي ومطلعها : [الطويل]
خليليّ ، ما للبيد قد عبقت نشرا |
|
وما لرؤوس الرّكب قد رجحت سكرا |
(٤) القصيدة في نفح الطيب (ج ٧ ص ٥٨ ـ ٦١).
(٥) في الأصل : «هل رسول ...» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٦) في الأصل : «فينشر» ، والتصويب من النفح.
(٧) في النفح : «أربي».
(٨) في الأصل : «ليسقني» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٩) في النفح : «يحمي».