خليليّ ، أعني أرض مرسية المنى |
|
ولو لا توخّي الصّدق سمّيتها الكبرى |
محلّي بل جوّي الذي عبقت به |
|
نواسم آدابي معطّرة نشرا |
ووكري الذي منه درجت فليتني |
|
فجعت بريش العزم كي ألزم الوكرا |
وما روضة الخضراء قد مثلت بها |
|
مجرّتها نهرا وأنجمها زهرا |
بأبهج منها والخليج مجرّة |
|
وقد فضحت أزهار ساحتها الزّهرا |
وقد أسكرت أزهار (١) أغصانها الصّبا |
|
وما كنت أعتدّ الصّبا قبلها خمرا |
هنالك بين الغصن والقطر والصّبا |
|
وزهر الرّبى ولّدت آدابي الغرّا |
إذا نظم الغصن الحيا قال خاطري |
|
تعلّم نظام النّثر من ههنا شعرا |
وإن نثرت ريح الصّبا زهر الرّبى |
|
تعلّمت حلّ الشّعر أسبكه نثرا |
فوائد أسحار هناك اقتبستها |
|
ولم أر روضا غيره يقرئ السّحرا |
كأنّ هزيز الريح يمدح روضها |
|
فتملأ فاه من أزاهر ها درّا (٢) |
أيا زنقات (٣) الحسن ، هل فيك نظرة |
|
من الجرف الأعلى إلى السّكّة الغرّا؟ |
فأنظر من هذي لتلك كأنما |
|
أغيّر إذ غازلتها أختها الأخرى |
هي الكاعب الحسناء تمّم حسنها |
|
وقدّت لها أوراقها حللا خضرا |
إذا خطبت أعطت دراهم زهرها |
|
وما عادة الحسناء أن تنقد المهرا |
وقامت بعرس الأنس قينة أيكة (٤) |
|
أغاريدها تسترقص الغصن النّضرا |
فقل في خليج يلبس الحوت درعه |
|
ولكنه لا يستطيع بها قصرا (٥) |
إذا ما بدا فيها الهلال رأيته |
|
كصفحة سيف وسمها قبعة صفرا |
وإن لاح فيها البدر شبّهت متنه |
|
بسطر (٦) لجين ضمّ من ذهب عشرا |
وفي جرفي روض هناك تجافيا |
|
لنهر (٧) يودّ الأفق لو زاره فجرا |
كأنهما خلّا صفاء تعاتبا |
|
وقد بكيا من رقّة ذلك النّهرا |
وكم لي بالباب الجديد (٨) عشيّة |
|
من الأنس ما فيه سوى أنّه مرّا |
__________________
(١) في النفح : «أعطاف».
(٢) رواية عجز البيت في النفح هي :
فملّأ فاها من أزاهره درّا
(٣) في الأصل : «رنقات» بالراء غير المعجمة ، والتصويب من النفح. وزنقات الحسن : من متنزهات مرسية.
(٤) في النفح : «أيكها».
(٥) في المصدر نفسه : «نصرا».
(٦) في المصدر نفسه : «بشطّ».
(٧) في النفح : «بنهر».
(٨) في النفح : «وكم لي بأبيات الحديد ...».