يخيب لها السّعي. ولله درّ القائل : [الكامل]
لله بالإنسان في تعليمه |
|
بوساطة القلم الكريم عنايه |
فالخطّ خطّ والكتابة لم تزل |
|
في الدهر عن معنى الكمال كنايه |
وما أقرب ، يا سيدي ، هذه الدعوى لشهامتك ، وكبر هامتك : [الكامل]
لو كنت حاضرهم بخندق بلج |
|
ولحمل ما قد أبرموه فصال |
لخصصت بالدعوى التي عمّوا بها |
|
ولقيل : فصل جلاه الفصال |
وتركت فرعون بن موسى عبرة |
|
تتقدّ منه بسيفه الأوصال |
فاحمد الله الذي نجّاك من حضور وليمتها ، ولم تشهد يوم حليمتها. وأما اعتذارك عما يقلّ من تفقّد الكنز ، ومنتطح العنز ، فورع في سيدي أتمّ من أن يتّهم بغيبة ، ولسانه أعفّ من أن ينسب إلى ريبة ، لما اتّصل به من فضل ضريبة ، ومقاصد في الخير غريبة ، إنما يستخفّ سيدي أفرط التّهم ، رمي العوامل بالتّهم ، فيجري أصحّ مجرى أختها ، ويلبسها ثياب تحتها ، بحيث لا إثم يترتّب ، ولا هو ممن تعتب (١) ، وعلى الرجال فجنايته عذبة الجنا ، ومقاصده مستطرفة لفصح أو كنى. أبقاه الله رب نفاضة وجرادة ، ولا أخلى مبرده القاطع من برادة ، وعوّده الخير عادة ، ولا أعدمه بركة وسعادة ، بفضل الله. والسلام عليه من وليّه المستزيد من ورش وليه ، لا بل من قلائد حليه ، محمد بن فركون القرشي ، ورحمة الله وبركاته.
فراجعه المترجم بما نصه ، وقد اتّهم أن ذلك من إملائي : [البسيط]
يا ملبس النّصح ثوب الغشّ متّهما |
|
يلوي النّصيحة عنه غير منتكص |
وجاهلا باتخاذ الهزل مأدبة |
|
أشدّ ما يتوقّى محمل الرّخص |
نصحته فقصاني فانقلبت إلى |
|
حال يغصّ بها من جملة الغصص |
بالأمس أنكرت آيات القصاص له |
|
واليوم يسمع فيه سورة القصص |
ممّن استعرت يا بابليّ هذا السّحر ، ولم تسكن بناصية السحر ، ولا أعملت إلى بابل هاروت امتطاء ظهر ، ومن أين جئت بقلائد ذلك النّحر؟ أمن البحر ، أو مما وراء النهر؟ ما لمثل هذه الأريحيّة الفاتقة ، استنشقنا مهبّك ولا قبل هذه البارقة الفائقة ، استكثرنا غيّك ، يا أيها الساحر ادع لنا ربّك. أأضغاث أحلام ما تريه الأقلام ، أم في لحظة تلد الأيام فرائد الأعلام؟ لقد عهدت بربعك محسن دعابة ، ما فرعت شعابه ، أو
__________________
(١) في الأصل : «تعتبه» وقد صوبناه لتستقيم السجعة.