إن هام من ظمإ الصّبابة صحبه |
|
نهلوا بمورد دمعه المسكوب (١) |
في كلّ شعب منية من دونها |
|
هجر الأماني أو لقاء شعوب |
هلّا عطفت صدورهنّ إلى التي |
|
فيها لبانة أعين وقلوب |
فتؤمّ من أكناف يثرب مأمنا |
|
يكفيك ما تخشاه من تثريب |
حيث النبوّة آيها مجلوّة |
|
تتلو من الآثار كلّ غريب |
سرّ غريب لم تحجّبه (٢) الثّرى |
|
ما كان سرّ الله بالمحجوب |
يا سيّد الرّسل الكرام ضراعة |
|
تقضي منى (٣) نفسي وتذهب حوبي (٤) |
عاقت ذنوبي عن جنابك والمنى |
|
فيها تعلّلني بكل كذوب |
لا كالألى (٥) صرفوا العزائم للتّقى |
|
فاستأثروا منها بخير نصيب |
لم يخلصوا لله حتى فرّقوا |
|
في الله بين مضاجع وجنوب |
هب لي شفاعتك التي أرجو بها |
|
صفحا جميلا عن قبيح ذنوبي |
إنّ النجاة وإن أتيحت لامرىء |
|
فبفضل جاهك ليس بالتّسبيب |
إني دعوتك واثقا بإجابتي |
|
يا خير مدعوّ وخير مجيب |
قصّرت في مدحي فإن يك طيّبا |
|
فبما لذكرك من أريج الطّيب |
ما ذا عسى يبغي المطيل وقد حوى |
|
في مدحك القرآن كلّ مطيب |
يا هل تبلّغني الليالي زورة |
|
تدني إليّ الفوز بالمرغوب؟ |
أمحو خطيئاتي بإخلاصي بها |
|
وأحطّ أوزاري وإصر ذنوبي (٦) |
في فتية هجروا المنى وتعوّدوا |
|
إنضاء كلّ نجيبة ونجيب (٧) |
يطوي صحائف ليلهم فوق الفلا |
|
ما شئت من خبب ومن تقريب (٨) |
__________________
(١) بعد هذا البيت جاء في نفح الطيب البيت التالي :
أو تعترض مسراهم سدف الدّجى |
|
صدعوا الدّجى بغرامه المشبوب |
(٢) في النفح : «يحجّبه».
(٣) في الأصل : «من» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٤) الحوب : الذنب والإثم. محيط المحيط (حوب).
(٥) في الأصل : «كاللآلىء» وهكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٦) الأوزار : جمع وزر وهو الذّنب. الإصر : ثقل الذنب. لسان العرب (وزر) و (أصر).
(٧) أنضى ناقته : حملها على السير حتى أهزلها. النجيبة : الناقة الحسنة السير بسرعة. لسان العرب (نضا) و (نجب).
(٨) الخبب والتقريب : ضربان من السير السريع. لسان العرب (خبب) و (قرب).