إن رنّم الحادي بذكرك ردّدوا |
|
أنفاس مشتاق إليك طروب |
أو غرّد الرّكب الخليّ بطيبة |
|
حنّوا لمغناها حنين النّيب |
ورثوا اعتساف البيد عن آبائهم |
|
إرث الخلافة في بني يعقوب |
الطاعنون الخيل وهي عوابس |
|
يغشى مثار النّقع كلّ سبيب (١) |
والواهبون المقربات هواتنا |
|
من كلّ خوّار العنان لعوب (٢) |
والمانعون الجار حتى عرضهم |
|
في منتدى الأعداء غير معيب |
تخشى بوادرهم ويرجى حلمهم |
|
والعزّ شيمة مرتجى ومهيب |
ومنها بعد كثير (٣) :
سائل به طامي العباب وقد سرى |
|
تزجى بريح (٤) العزم ذات هبوب |
تهديه شهب أسنّة وعزائم |
|
يصدعن ليل الحادث المرهوب |
حتى انجلت ظلم الضّلال بسعيه |
|
وسطا الهدى بفريقها المغلوب |
يا ابن الألى شادوا الخلافة بالتقى |
|
واستأثروك بتاجها المعصوب |
جمعوا بحفظ الدين آي مناقب |
|
كرموا بها في مشهد ومغيب |
لله مجدك طارفا أو تالدا |
|
فلقد شهدنا منه كلّ عجيب |
كم رهبة أو رغبة لك والعلا |
|
تقتاد بالتّرغيب والتّرهيب |
لا زلت مسرورا بأشرف دولة |
|
يبدو الهدى من أفقها المرقوب |
تحيي المعالي غاديا أو رائحا |
|
وجديد سعدك ضامن المطلوب |
وقال من قصيدة خاطبه بها عند وصول هديّة ملك السودان (٥) ، وفيها الحيوان الغريب المسمى بالزّرافة (٦) : [الكامل]
قدحت يد الأشواق من زندي |
|
وهفت بقلبي زفرة الوجد |
ونبذت سلواني على ثقة |
|
بالقرب فاستبدلت بالبعد |
ولربّ وصل كنت آمله |
|
فاعتضت منه مؤلم الصّدّ |
لا عهد عند الصبر أطلبه |
|
إنّ الغرام أضاع من عهدي |
__________________
(١) السبيب : شعر ذنب الفرس أو عرفه. محيط المحيط (سبب).
(٢) المقربات : الخيل. خوّار العنان : ليّن العطف. لسان العرب (قرب) و (خور).
(٣) في النفح : «ومنها».
(٤) في التعريف بابن خلدون : «تزجيه ريح».
(٥) في النفح : «السودان إليه ، وفيها الزرافة».
(٦) القصيدة في التعريف بابن خلدون (ص ٧٤ ـ ٧٥) ونفح الطيب (ج ٨ ص ٣١٩ ـ ٣٢١).