وسرت تدلّ على القبول كأنما |
|
دلّ النسيم على انبلاج صباح |
حسناء قد غنيت بحسن صفاتها |
|
عن دملج وقلادة ووشاح |
أمست تحضّ على اللّياذ بمن جرت |
|
بسعوده الأقلام في الأفراح (١) |
بخليفة الله المؤيّد فارس |
|
شمس المعالي الأزهر الوضّاح |
ما شئت من همم (٢) ومن شيم غدت |
|
كالزّهر أو كالزّهر في الأدواح |
فضل الملوك فليس يدرك شأوه |
|
أنّى يقاس الغمر بالضّحضاح؟ |
أسنى بني عبّاسهم بلوائه ال |
|
منصور أو بحسامه السّفّاح |
وغدت مغاني الملك لمّا حلّها |
|
تزهى ببدر هدى وبحر سماح |
وحياة من أهداك تحفة قادم |
|
في العرف منها راحة الأرواح |
ما زلت أجعل ذكره وثناءه |
|
روحي وريحاني الأريج وراحي |
ولقد تمازج حبّه بجوارحي |
|
كتمازج الأجسام بالأرواح |
ولو أنني أبصرت يوما في يدي |
|
أمري لطرت إليه دون جناح |
فالآن ساعدني الزّمان وأيقنت |
|
من قربه نفسي بفوز قداحي |
إيه أبا عبد الإله وإنه |
|
لنداء ودّ في علاك صراح |
أما إذا استنجدتني من بعد ما |
|
ركدت لما خبت الخطوب رياحي |
فإليكها مهزولة وأنا امرؤ |
|
قرّرت عجزي واطّرحت سلاحي |
سيدي (٣) ، أبقاك الله لعهد تحفظه ، ووليّ بعين الولاء تلحظه ، وصلتني رقعتك التي ابتدعت (٤) ، وبالحق من مدح (٥) المولى الخليفة صدعت ، وألفتني وقد سطت بي الأوحال (٦) ، حتى كادت تتلف الرّحال ، والحاجة إلى الغذاء قد شمّرت كشح البطين ، وثانية العجماوين (٧) قد توقع فوات وقتها وإن كانت صلاتها صلاة الطّين ، والفكر قد غاض معينه ، وضعف وعلى الله جزاء المولى الذي يعينه ، فغزتني بكتيبة بيان أسدها هصور ، وعلمها منصور ، وألفاظها ليس فيها قصور ، ومعانيها عليها الحسن مقصور ، واعتراف مثلي بالعجز في المضايق حول ومنّة ، وقول «لا أدري» للعالم فكيف لغيره
__________________
(١) في النفح : «في الألواح».
(٢) في النفح : «من شيم ومن همم ...».
(٣) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٠٠ ـ ٢٠١).
(٤) في النفح : «أبدعت».
(٥) في النفح : «من مولى».
(٦) في النفح : «الأوجال».
(٧) ثانية العجماوين : صلاة العصر ، وأولاهما صلاة الظهر ؛ لأنهما لا يجهر فيهما بالقراءة. لسان العرب (عجم).