الأقشار ، لا يلاديهم ملاد في الكفاح والجود والأصعار ، نصرتهم كاملة ، ونعرتهم للخير شاملة. وقالت في عرب أنقاد من كان في نعرته أنقاد ، نال الذي أحبّ وبلغ المراد ، وقالت في بني عامر بنوا عامر هم بنوا دامر ، أهل الخديعة الكثيرة وفعل المناكر ، وجرّ الهزيمة على الملك ولو كان هو الطاير ، ربّلين (كذا) البقرات بادئين العورات ، هاتكين الحرمات ، داخلين الظلمات ، لا يحصل منهم فرق بين ما فيه النفع وما فيه المضرّات ، ويفرحون بفعل ما فيه المعرّات ، أشجعهم الأعور ، ومدبرهم الأجهر ، وجوادهم الأكول الأحقر ، ألم تعلموا يا هؤلاء إن كل دولة سورها الحصين المخصوص هو المخزن لأنه بنيانها المرصوص ، وأنتم دائما شأنكم الخلاط ، وحرفتكم الخديعة والعياط ، وفي القتال من شدة الخوف يكثر فيكم الهروب والضراط فالمخزن هو المخزن ، وبه تعز الدولة أو تهن (كذا) ، ويقوي ساعدها أو يوهن ، فتبسّم الأمير من قوله ضاحكا ، وقبل كلامه وصار لكلام غيره تاركا ، وانفصل المجلس في الساعة والحين ، وصار الحشم وبنوا عامر يدبرون الحيلة لإيقاع قدور بالصحراوي وقدور بالمخفي في شبكة التخزين.
الحرب بين الأمير وقبائل المخزن
قال ثم أن الأمير بدا له أن يهجم ليلا على المخزن ، والمخزن بدا لهم في الهجوم ليلا على الأمير ، وصار كل يترقب وقت الحاجة لاغتنام الفرصة ونيل التيسير ولمّا جنّ اليل (ذا) جدّد الدوائر والزمالة الغارة على محلة الأمير بغتة وداموا على ضرب البارود برصاصه والسيف إلى أن غنموا أخبيته وأثاثه وما فيها من الأثقال ، وألويته وطبوله ودوابّه وفرّ هاربا بنفسه كواحد من جيشه سائلا / للنجاة من القتال ، مستمرا في هروبه إلى أن بات ليلته بمكرّة وألفى الضدّ الكلام مع الأمير ، وقالوا له انظر لكلام البرجية كيف أوصلك إلى هذا الأمر العسير ، فأخذ بقولهم وسجن قدورين مدة ثم سرّحهما لما زال غضبه ، وحلّ به سروره وطربه ، وإلى هذه الواقعة أشار قدور بالصحراوي البرجي ثم النقايبي بقوله في عروبيته :