ثم تحارب مع ملك الأندلس لما تملّك بالنامسة ، وكثرت بينه وبينهم الحروب ذات النحس الناحسة ، وقد أعد لقتالهم الكور وكان مجهولا وذلك وقت الظهور ، فكانت الحرب بينهما سجال ، ما دام الحرب والقتال وذلك سنتي ثمان وتسع وثلاثين من القرن المذكور ، وفي التي بعدهما اتحد البابّ (كذا) وملك الانقليز بالمسطور ، وملك النامسة وبعض أمراء الطليان ووزيره دوبوربون على مقاتلته ومكافحته / ومجاولته فاشتدّ الحرب في كل ناحية ، وكل جهة وضاحية ، وقدم للميلانيز فاستولى هذا الملك على ميلان وقدم سنة اثنين وأربعين من المذكور ليافا فحاصروها بما كان ، واشتدّ القتال إلى أن هزمت جيوشه ومات منها ثمانية آلاف مقاتل وحصل الملك افرانصوا في الأسر بعد هجومه الطائل ، وأرسل إلى مدريد قاعدة الأندلس فسجنه ملكها هنالك. ولمّا بلغ الخبر لافرانسا بايعوا والدته نائبة عن ابنها سريع المدارك ، ولم يخرج من سجنه إلّا بشروط شديدة مؤسسة سديدة ، منها أن يردّ كلّ مملكة أخذها لأهلها ، ويعط (كذا) اثنين من أولاده ثقة بكلها ، فوافق لكنه عاهد نفسه بعدم الوفاء ، وأخرج منه سنة ثلاث وأربعين من المذكور آنفا. وفي وقته سنة اثنين وستين من العاشر الهجري (١٥٠) استنبط شخص من بسيط ، البندقية الصغيرة المسمّة (كذا) بالكبوس (كذا) وبالبشطولة ، نسبة للبلدة المخترع فيها ذلك في صحيح المقولة.
الملك هنري الثاني
وتاسع خمسينهم ابنه أنري الثاني تولى يوم موت أبيه وهو عام تسع وستين وتسعمائة (١٥١) بالتبياني ، ومات سنة ست وسبعين من العاشر المذكور ، بعد ما ملك اثنا عشر سنة في المسطور ، وخلّف سبعة من الأولاد الذكور ، فثلاثة منهم ملكوا على التوالي في المشهور. ومن خبره أنه أورث العداوة من أبيه لشارلكين (كذا) بالمستبان. واتحد على محاربته مع أمراء الألمان. وجهّز الجيش العتيد وسار معه لوطن اللورين وهو في احتياز الأندلس وقت ذاك بما يريدون فأنشأ مع
__________________
(١٥٠) الموافق ١٥٥٤ ـ ١٥٥٥ م.
(١٥١) الموافق ١٥٦١ ـ ١٥٦٢ م.