الدوايدية أو الدواودية
وأمّا الدوايدية فأصلهم من هبرة ، وكان أبوهم بن داوود ابن الحاج المختار بن محمد بن يحيى بن العربي بن تجين بن قدور بن جعفر بن محمد بن أحمد بن الحسين بن مالك بن أحمد بن محمد بن داوود بن هبرة ، وكيلا على آغة عثمان بن إسماعيل البحثاوي بهبرة ، فأنقله (كذا) إلى ملاتة بعرش الدواير ، واستقر به إلى أن مات آغة عثمان وتولى آغة قدور الصغير بن إسماعيل البحثاوي في القول الظاهر ، فصار عنده شاوشا ، ولأموره ذابّا وحائشا ، فلا زال على تلك الحالة إلى أن أرسل جيشه آغة وهذا الشاوش مع الجيش لواقعة الحشم ، في وقت الباي أبي كابوس فمات بوادي الحمّام قتله به الحشم ، وخلّف ولدين ، وهما عبد القادر ، والسيد محمد بغير مين.
فعبد القادر كان سفيرا بين آغة عدة ولد عثمان البحثاوي ، وابن السلطان افرانسا لمّا كان مقيما بالجزائر كما للراوي ، ثم صار آغة بسعيدة وغيرها بالتحقيق ، وله علامة الافتخار الوردية في القول الحقيق ، وكان موصوفا بالرأي والتدبير ، والكياسة الدالة على الغوص للخبير ، ولمّا مات خلّف ابنه بن عبد الله فكان قائدا على أهل الوادي بنواحي تلمسان ، وله علامة الافتخار الفضية بغاية البيان.
والسيد محمد كان أوّلا كاتبا عند آغة السيد الحاج محمد المزاري ، ثم صار كاتبا عند عمّه رايس (كذا) الأغاوات السيد مصطفى بن إسماعيل البحثاوي في القول الحاري ، ثم ارتقى كاتبا بمحكمة الدولة لدى حاكم البير (كذا) بوهران ، ثم صار آغة الدواير بغاية البيان ، وهو موصوف بالمعرفة والتحديس ، حامل للكتاب العزيز بغاية التدريس ، ونال علامة الافتخار / التطويقية والحمالة الكروشية ، من الدولة القولية والتونسية ، وله ولدان أحدهما الحبيب ، كان قايدا على الدواير وله علامة الافتخار المسمة (كذا) بالمداي (١٢) في القول المثيب ، والآخر محمد قد قرأ بالمدرسة الكبرى بافرانسا إلى أن تعلم بها اللغة الفرانسوية قراءة وكتابة وتكلما بها بغاية التعليم ، ومنها خرج للخدمة الخصوصية كبيرا
__________________
(١٢) يقصد : وسام من الكلمة الفرنسية : Me ? daille.