برئاسة وهران ، وحصّنوها بالعسس المفترقة في أماكنها المخوفة في كل حين وزمان ، وذلك كشعبة رأس العين وغيرها من الأماكن المخوفة ورفعوا بالمدينة ما لهم من البنود وضربوا النواقيس ، وأمروا الحراس بضرب من صعد السور بغير إذن بالبارود. وقبل طردهم للتوانسة نادوا بالأمان لكل خارج وداخل ، وأباحوا المخالطة لرائمها (كذا) منهم من / غير تعرض بسوء لكل فارّ وقابل ، فجاءتهم العرب لبيع الخيل والبغال والحمير ومباح الحيوان ، وشراء السلع بأنواعها من العطرية والكتان فاتسعت الدولة في دخول الأرزاق عليها من كل جهة ومكان ، وعاشت جيوشها في الأرزاق الجديدة من اللحم وغيره بحسب الإمكان ، وعينت المكلف بشراء الخيل لجيوشها فاشترى إلى أن ركب المحتاج ، وفرح الضعيف وكثر النتاج.
حاكم وهران الفرنسي يثير الفرقة والعداوة
مع المخزن
وحدثني من أثق به ممن كان بوهران ، إنّ التونسي كان أول عمله خرج بجيشه وغزى بالساحل دواوير حميان ، فغنم منهم كثيرا وأسّر وسبا (كذا) وقتل واجترّ خمسين رأسا أتى بها على الأعمدة لوهران. وفي إبريل من سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وألف ، الموافق لست وأربعين ومائتين وألف ، جاء الجنرال فداس حاكما بوهران بغاية التحكيم ، فأول عمله أنشأ العداوة مع الدواوير والزمالة الذين هم المخزن بوهران وعليهم العمدة من الزمان القديم ، فكل دولة معتمدة عليهم في الحركة والسكون ، وبهم تتوصل لكل مطلوب ومظنون ، فصار القتال بينهم وبينه شديدا ، ووقع الحرب بين الفريقين مترادفا مزيدا. وفي تاسع عشر ستانبر (كذا) من العامين المذكورين جاء الجنرال بوافي (١٧٧) حاكما بوهران وكان ممن حضر لفتح مصر واستلاء (كذا) الدولة عليه ، وعلم خدمة المسلمين وصارت محفوظة لديه ، فزعم أنه سيلقي على مسلمي وهران بعض المخوفات
__________________
(١٧٧) يقصد بوايي :.BOYER