بيده من السلك ، وفرّ منه ابنه شرامن بأهله وأولاده للبروتون وغزى مع أميرهم أباه في غاية الهتون ، فلقيهما أبوه بجيوشه واشتدّ الحرب إلى أن مات أمير البروتون ، وانهزمت جيوشه بالهزيمة الشرورة ، وآوى شرامن بأهله إلى دار فظفر بهم أبوه فقيدهم وتركهم ثم أمر بإحراقهم في تلك الدّار المذكورة وبقي في الملك إلى أن مات سنة إحدى وستين من القرن السادس المسيحي الحرام ، بعد ما ملك أربعة أعوام.
الملك كاريبير : CAREBERT
وثامنهم ابنه كاريبير تولى يوم موت أبيه وهو عام إحدى وستين وخمسمائة من سنين المسيح ، الذي هو قبل الهجرة بأعوام ليست بكثيرة في الصحيح ، ولما مات والده خلّف أربعة أولاد كلهم مشاهير وهم : سيجبير وشيلبيريك وكونطان وكاريير فاقتسموا ملك أبيهم على العادة وأباه شيلبيريك ، ورام الملك بأجمعه بالمشادة ، وجاء فورا إلى منزل أبيه فأخذ ما به من الأموال وفرقها على الأعيان وأرباب القول ليبايعونه ويدرك المنوال ، ففعلوا ذلك وذهب بمحلته لبريز فلقيته إخوته بالجنود الطامة بالسرعة ، وحصل الحرب إلى أن ألزموه القسمة فرضي بماله بالقرعة فنابه في حظه البريز ، ونال كلا منهم ربع مملكة الفرك بالتبريز ، وتزوج بست نسوة ، منهن اثنتان في غاية الرذالة في النسب وشدة القسوة ، إحداهما بنت الراعي والأخرى بنت الحيّاك ووقعت العداوة بين الأخوة رغبة في الملك واشتد الاشتباك ، واجتنب كاريير تلك الحروب وأعرض عنها ، وفارقها وأبعد نفسه منها ، وبقي في ملكه إلى أن مات سنة سبع وستين من القرن السادس من الميلاد ، ولم يعقّب ولدا فتنازع إخوته على الملك وأخذ الطارف والتيلاد ، ثم اتفقوا على إبقاء بريز بينهم شركية ، ولا يختص به واحد منهم بل يبقى بينهم شركة قوية مراضات وجبرية.