بالمصاحبة ، الموافقة اللاحقة ، فنزلت المحلة بالبريدية بالتحرير ، وفي تلك الليلة (كذا) هجم الأمير على دواوير المخزن النازلين بالهايج الكبير ، فسبا (كذا) أربعة دواوير أحدهم دوار قدور بن إسماعيل محفون وكان الجنرال قد ذهب معه في تلك السفرة يهودي من وهران لتلمسان يقال له مخلوف خلفون وقد كتب هذا اليهودي للجنرال لما كان بافرانسا بأنه ألفى للصلح بابا مفتوحا أسهل من الأول بغاية الاقتدار ، ولما وصل الجنرال لتلمسان سأل منه اليهودي خلفون تسريح السي حمادي السقال قايد الحضر في أيام الأمير وقد سجنه لما ظفر به الكوماندار ، فأخرجه الجنرال من السجن وتكلم معه بواسطة خلفون على الصلح وبعثه فورا للأمير ، وهو نازل بتالوت القصبات من بلاد أولاد الميمون في القول الشهير ، فذهب الصقال فورا ورجع من الغد للجنرال برضاء الأمير بالصلح على شروط أسهل من الشروط التي حضرها اليهودي بن دران ، قال فبنفس ما وصل الخبر للجنرال بيجو ذهب للمحلة التي هي بتافنة بعد ما أرسل مرة ثانية سي حمادي الصقال للأمير بالعيان.
إبرام معاهدة تافنة وشروطها
ثم جاء الأمير ونزل بمحلته في سيدي علي الزناقي غربي تموشنت / بالتقرير ، وبعث سي حمادي السقال وخليفته البوحمدي وحبيبه الحاج محمد بلخروبي القلعي مصاحبين للوكالة عند الجنرال إلى تافنة لإبرام الصلح بغاية التشهير ، وحين تفاوضوا رضوا بالشروط التي صدرت من الجنرال إلا شرط واحد أنكره أصحاب الأمير يكون في حماية الدولة وقالوا له أن شريعة الإسلام تنهى عن هذا من غير التخيير ، وكانت الشروط المقبولة من الجانبين ثمانية ، وهي : أن تفرغ الدولة للأمير تلمسان ، وأن تفرغ له تافنة علانية ، وأن تسرح له فورا جميع أسارى سكاك. وأن يدع الأمير بيد الدولة وهران ونواحيها من طريق صلاد إلى سبخة وهران إلى المرجة إلى سيدي سعيد ومنه للبحر بغير اشتراك وأما ملاتة دايرية وزمالية فهي للأمير ، وأن يدع لها بنواحي مستغانيم ما فعله بوهران ولا حد في ذلك إلا بإذن الأمير ، وأن يدع لها ما بيدها من نواحي الجزائر وأن يكون البيع والشراء بين الفريقين في غاية التسريح ، وأن يدفع الأمير للدولة الحبوب والدواب