من الملوك كان إلى أن مات سنة ثمانية وعشرين ومائة (١٧) وافية / ، بعد ما ملك ستة عشر سنة عافية.
الملك داكوبير الثاني
وثامن عاشرهم ابنه داكوبير الثاني تولى يوم موت أبيه وهو ابن أحد عشر عاما ، فقام الوزير بيبان بإدارة الملك كالذين قبله التزاما ، وسار هذا الوزير سيرة حسنة ، وحاز بعقله أمورا مستحسنة ، ومات سنة أربع وثلاثين ومائة (١٨) معينة بعد توزّره أربعين سنة ، ولم يمت حتى عيّن حفيده للوزارة وهو تيودولد ابن ستة أعوام ، والتصرف لزوجة جدته بليكترود ، باحتكام وقد كانت في بلاد الاستراز ، فقدمت لبريز بجيوشها لتجعل حفيدها في مكان جده بالإبراز فغضب النستري من ذلك وأراد القتال ، فوقع بنواحي كومبيانيو وثمّ كبر النزال فهزمت وريّسوا عليهم رنيفورة وكانت أحواله مشكورة ، ولما نال هذا المقام سمى عليه دنيال سلطانا لنيل المرام ، وسماه شبلبيريك الثاني فجمع من ذكر الجيوش وقصد لمحاربة الاستراز في السرّ والعلاني ، وكان الجيش المبعوث للقتال ، جندي الفريسون والسكسون في الانقال فخلعت الألمانية لذلك الطاعة وأكثرت الفساد والوقاعة ، وكان لبيبان ابن من الزنى شديد البأس والعنى ، يقال له شارل قد سجنه أبوه رضاء لزوجه ، وفرارا من إيقاعه به بلوجه وحين بلغه ذلك هرب من سجنه ، وقصد الاستراز ، ربما الوصول للملك بالقتل والبراز ، وكانت الاسترازى شديدة الشوكة لكن خمدت نارها لما قلّ عزمها وبار جارها ، ولما جاءهم شارل فرحوا واستبشروا ، وريسوه عليهم بعد ما استنفروا ، وراموا العناد والشتات فبلغهم الخبر بأن داكوبير الثاني قد مات سنة مائة وثلاث وثلاثين (١٩) بعد ما ملك خمسة أعوام بالتعيين ، وخلّف ابنا يقال له تياري الثاني باحتكام فمنعه من المبايعة الخاص والعام وتولى شارل مرتيل الوزارة ، وتصرّف في الملك تصرّف من له الربح في
__________________
(١٧) الموافق ٧٤٥ ـ ٧٤٦ م.
(١٨) الموافق ٧٥١ م.
(١٩) الموافق ٧٥٠ م.