معركة عين طاقين ونتائجها على الأمير
قال وفي ليلة عشر ماي (٢٣٦) الموافق لثاني عشر جمادى الثانية جاء الخبر وهو بتيارت ، بأن دائرة الأمير أخذها الدوك دومال بطاقين في عاشر ماي الموافق لثالث جمادى الثانية في القول الثابت وذلك أن عبدا من أهل الدائرة المأسورين هرب وقبض فأخبر الجنرال وهو بتيارت وأن خلقا كثيرا من الحشم هربوا وذهبوا للكرايش بنهر واصل. ولما سمع الجنرال ذلك ركب بمحلته ومخزنه فورا وسار إلى أن لحق بهم بالخميس على مسافة أربعين كيلومتر (كذا) من تيارت بالتواصل فصار القتال الشديد بين الفريقين بالتشريد وغنم منهم إبلا وغنما وزادا كثيرا ونزل بمحلته في ذلك اليوم بعين التريد. ومن الغد وهو اليوم الثالث والعشرون من ماي الموافق للسادس عشر من جمادى الثانية نزل بمحلته في التات ، ومن ذلك المحل انقسمت المحلة فذهب قليلها للمعسكر ودخلها بالإثبات وذهب الجنرال لمحلته إلى تيارت بحالته الزينة.
مقتل مصطفى بن إسماعيل
وأراد مصطفى بن إسماعيل بمخزنه المرور على فليتة إلى أن يصل لوطا مينة ، فذهب على جبال المناصفة وله الزهو ، ولما وصل واد تامدة خرج له العدو وكان مخزنه في غاية الثقل بما سباه من الحشم. فقاتلوا العدوّ إلى أن أخروه عنهم بالعزم ثم تمادى مصطفى بمخزنه إلى أن وصل وقت العصر ما بين المناصفة ومينة فخرج العدو عليه في ضيقة العقبة البيضاء المورثة للغبينة وكثر ضرب البارود في أول محلته / فأخذ مكحلته (كذا) وتقدم لير (كذا) ما بمحلته. وبفور وصوله لوسط العدو أصابته رصاصة في صدره من عند العدو فسقط ميتا في الحين وافترقت محلته شغر بغر (كذا) وبقيت جثته في يد العدو بالتبين. واشتغل العدو بأخذ السعي من المحلة الفارة عن ما كان بيدها. وخلفت رايسها (كذا) منفردا وحيدا بيدها ، ولم يعلم أحد من العدو بأن الجثة هي جثة مصطفى
__________________
(٢٣٦) ١٩ ماي ١٨٤٣ م يوافقه ١٩ ربيع الثاني ١٢٥٩ ه وليس جمادى الثانية. وزمالة الأمير أخذت منه يوم ١٦ ماي ١٨٤٣ م وليس يوم ١٠ كما ذكر المؤلف.