ثم أتت سفينة من سفن الدولة الكائنة بالجزائر أيضا للمرسى الكبير ، مشحونة بالجيوش العديدة ذات العدد الكثيرة ، وعليها موضوع صورة وثن ، وبفور وصولها للمرسى الكبير شرعت في هدم البرج المحصن لها من جهة البحر فتشوش كثيرا لذلك الباي حسن ، وكان وصول هذه السفينة للمرسى الكبير ، في سابع عشرين جمادى الثانية الموافق لثالث عشر دسانبر (كذا) بالتحرير وقد خرجت من الجزائر في خامس عشرين جمادى المذكور ، الموافق لحادي عشر دسانبر (كذا) المسطور. ومكثت الجيوش بالمرسى إلى رجب الأصم ، الموافق لدسانبر الأحكم ، وهي تحت رئاسة الجنرال دمرموا وغرضه الدخول لوهران والإبعاد عنها للباي حسان.
الباي حسن يستنجد بسلطان المغرب الأقصى
ولما سمع الباي بذلك بعث لسلطان المغرب وهو السيد مولاي عبد الرحمان بن هشام الشريف العلاوى بالقدوم ، ليتولى على المغرب الأوسط ويضيفه للأقصا (كذا) ويكون هو من جملة نوّابه فهو الأولى به من الروم. فأحبّ سلطان المغرب ذلك لما بلغه الخبر لكنه خشي أن يقع له ما وقع لجدّه مولاي إسماعيل ، وبعث له ابن عمه مولاي علي ولد السلطان مولاي سليمان ومعه خليفة السيد أحمد الحجوطي ليقوم مقامه في الاستيلاء (كذا) على المغرب الأوسط بالتأويل ، وأوصاه أن يبعث الحجوطي للمعسكر ويتخذ هو دار سكناه تلمسان ، وأن ينتقم من جميع أهل المغرب الأوسط ولا يحاشي إلّا الشرفاء الأعيان.
انقسام مخزن وهران على نفسه
ولما وصل مولاي علي لتلمسان انقسم المخزن على شطرين ، فشطر صار تحت رئاسة الحاج محمد المزاري وتولى خدمة مولاي علي بالنصيحة بغير مين ، وشطر صار تحت رئاسة عمه مصطفى بن إسماعيل. وتولى خدمة الباي حسن