الملك شيلبيريك الأول : CHILPERIC.I
وتاسعهم أخوه شيلبيريك الأول ، كما عليه القول المعوّل ، تولى يوم موت أخيه وهو سنة سبع وستين وخمسمائة / مسيحية ، وذلك قبل الهجرة بأعوام قليلة صريحية ، فنقض ما بينه وبين إخوته من الاتفاق واستولى على بريز ، قهرا وغصبا ، ومكر بالناس قتلا وأخذا ونهبا ، وكان جبارا ذا مكر ودهاء في الظّعن والمقام ، حتى اشتهر بذلك عند الخاص والعام ، فنفرت منه الأمة ، وزالت عنه الأهمّة واشتد جوره وظلمه للرعية ، بسبب زوجته فريديكوند المتعدية ، فقتلت أخا زوجها سيجبيرا ، ثم تحيّلت على قتل زوجها شيلبيريك إلى أن قتله شهيرا ، بحكاية أعرضنا عن ذكرها ، لشدّة دهائها وظلمها ومكرها ، وذلك سنة أربع وثمانين وخمسمائة مسيحية بعد ما ملك سبعة عشر سنة ، محقّقة مدقّقة معيّنة.
الملك كلوتير الثاني
وعاشرهم ابنه كلوتير الثاني المشهور عند الفرادى والمثاني ، تولّى يوم موت أبيه وهي السنة المارة ، وذلك في السنة الأولى من الهجرة القارة ، التي لم يبق لنا إلّا بها التوريخ وإضرابا عن المسيحية بالتصريح ، وهو ابن سنة واحدة فيما حكي عليه ، فتصرّفت أمه فريديكوند بالنيابة عليه فكثر ظلمها وقامت عليها الأمة بالقيام السّديد وحصل بينهم وبينها الحرب الشديد ، فانتصرت والدته عليهم ، وأذعنوا لها بالطاعة فمالت إليهم ، وكثر الحرب بينها وبين برونهو حليلة سيجبير النائية عن استازى والبوركونيو حفيديها وكل منهما صغير وصارت تدير ملكه إلى أن مات سنة أربعة عشر هجرية (٥) إضرابا عن ما هي مسيحية ، فقامت عليه في حياته برونهو وحاربته طويلا إلى أن ظفر بها سنة ثلاثين فطيف بها بالجيوش ، وهي محمولة على جمل كأنها العهن المنفوش ، ثم ربطت بذنب دابة كثيرة الجموح ، فاسحبتها على الحجارة إلى أن ماتت أشرّ قتلة بالحال
__________________
(٥) الموافق ٦٣٥ م. إن تواريخ هؤلاء الملوك لا تتوافق مع ما في قاموس لاروس. وكذلك ترتيبهم.