الطبقة الرابعة
الطبقة الرابعة أولاد الموفق بالبشير البحثاوي ، كان جدهم الموفق قايدا على الدواير في وقت أخيه آغة الكبير إسماعيل بن البشير البحثاوي ، موصوفا بالأخلاق الجميلة ، والأقوال الصادقة والأفعال الكاملة الجليلة ، ولمّا مات خلّف ابنه قادي ، فلم يتول الخدمة وخلّف أربعة أولاد ذكور للتعدادي ، وهم محمد الكبير ويقال له المولود ، ومحمد الصغير ، وقدور ، وخمليش بالتحرير.
فمحمد الكبير لم يتول خدمة ، وخلّف ولدين : المولود ، وسي خمليش. وماتا بلا تعقيب صدمة ، وقد كان سي خمليش قايدا على الدواير وقت الدولة ، فنال غاية الاحترام والتوقير والصولة.
ومحمد الصغير كان قايدا على الدواير بدولة الأتراك والأمير ، وخلّف أربعة أولاد ذكور بالتشهير ، أوّلهم السيد أحمد تولى أوّلا قيادة الدواير ثم آغة الدواير ثم آغة فرندة ، ثم ارتقى باش آغة فرندة ولصفاء خدمته نال علامة الافتخار الفضية ، ثم الوردية ثم الطوقية ، ثم علامة الافتخار الكبيرة ، وله شيعة التوقير من جنس آخر كما روي في القولة الشهيرة / وكان حافظا للقرآن ، موصوفا بالفهم الثاقب ، ذا شجاعة ونجدة وبسالة ناصرا للمظلوم والمغلوب قاهرا للظالم والغالب ، وقد جلس كأعيان بني عمّه على موائد الملوك وأكابر الدولة ، وكان ذا مال جزيل قد أزال به همّه وغمّه وصار به في الصولة ، ولمّا مات سنة خمس وثمانين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام اثنين وثلاثمائة وألف ، بداره برأس العين بوهران ، وحمل لمقبرة أسلافه بالعامرية من جبال ملاتة البحرية بمقبرة سيدي علي البسيسي فدفن بها بغاية البيان ، بعد أن شيّع نعشه أمّة من المسلمين والنصارى واليهود ، وهم في الحزن الشديد لفراقه دون الجحود ، خلّف ثمانية أولاد ذكور هم : بالحضري وكان قايدا بصدامة والشلف وغيرهم من دايرة فرندة ، شجاعا جوادا في المذكور ، وله الشيعة الفضية في المشهور ، وقد خلّف ابنه عبد القادر هو من أعضاء مجلس العامرية من عرش الدواير ، وعلّي وهو قايد بعرض المحاميد من الحشم الشراقة بدون التخاير ، وله علامة الافتخار الفضية ، ومن جملة أعضاء مجلس المشورة الكبير بوهران في القولة المروية ، ومحمد وكان قايدا على فرقة من عرش الدواير ، ومحمد وهو قايد بعرش الأحرار بالتخاير ، والزبير ، وأبو مدين كلاهما قايدان بافرندة للأول منهما علامة الافتخار التونسية ، وعبد القادر ومحمد الصغير