وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة سبعين ومائتين وألف ، وجه المريشال راندون (RANDON) محلة لمدينة ورقلة ومعها المخزن الباسل ، لتفقد أحوالها وأحوال سي حمزة البوشيخي (٢٧٤) فيها وسيرته لنظر الكلونيل دوريو (DURIEU) الكامل ومحلة ثانية من المعسكر لنظر الكلونيل نيكو (NICOT) ، ومحلة ثالثة من المكيّة لنظر الكمناندانث (كذا) دورباي وأمرهم بالاجتماع في متليلي في بادي الرأي. فلما وصلوه في ذلك الحال ألفوا به رسول سي حمزة جاءهم بأنه وجه لهم من ينتظرهم في باروخ ، وباروخة ، ليكون قائدا لهم في جميع الأحوال فزادت المحال الثلاثة في سيرها إلى أن وصلت لورقلة وبها جاءهم سي حمزة مع أعيان ورقلة ، وسعيد عتبة ، والمخادمة ، وشعانية متليلي ، فزادوا جميعا للأغواط واجتمعوا بالمريشال راندون ، فكافأهم بالهدايا ، وخاطبهم بخطاب التمرتيلي.
المشاركة في حروب القرم شمال البحر الأسود
وفي سنة رابع وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة إحدى وسبعين ومائتين / وألف ، اتحد السلطان المذكور مع الانجليز على إعانة السلطان العثماني على قتال الموسكوا (٢٧٥) فأعانه إلى أن انعقد الصلح لديه بباريز ما بين سلطان الترك والموسكوا (كذا).
ثم في سنة تسع وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة ست وسبعين ومائتين وألف ، جهز جيشا عظيما لقتال لتريش (كذا) (٢٧٦) والطليان. فانتصر عليهم إلى أن صيرهم في الهوان ، واستولى على مدينة منجينب من بلاد الطليان.
__________________
(٢٧٤) يقصد به سي حمزة ولد سيدي الشيخ الذي عين خليفة على الغرب الوهراني بعد نجاحه في طرد الشريف محمد بن عبد الله من الأغواط. انظر كتابنا ثورات الجزائر. ص ١٢١ ـ ١٣٢.
(٢٧٥) يقصد حروب شبه جزيرة القرم التي نشبت بين روسيا والدولة العثمانية من ١٨٥٤ إلى ١٨٥٦ م.
(٢٧٦) يقصد النمسا بوسط أوروبا.