إصلاح الأحوال ، لكون الملك في ولاية أسلافه حصل في الضعف والاختلال واشتدت في وقته الفتنة ، وانتقض ما كان بينهم وبين الانقليز من الهدنة فحصلت بين الفريقين الحروب العظيمة ، والمقاتلة الجسيمة ، وكان رايس (كذا) جيوشه بطلا اسمه دوكيكلين مهمى التقى بأعدائه إلا ويصيرهم منهزمين ، وانتزع من أيديهم الأوطان الفرانسوية التي استولوا عليها في الفارط ، حتى أخذهم منه البأس الشديد القاحط ، فجعله لذلك أمير أمراء الجيوش بجعله لأعدائه كالعهن المنفوش ، ولما مات هذا الشجاع وهو ابن ست وعشرين سنة في السلوك ، دفنه شارل في سانداني مقبرة الملوك. وهذا الملك شارل هو الذي جعل في وقته القانون الباقي بينهم التزاما ، بأنه يحقّ للملك التصرف في ملكه إذا بلغ في عمره أربعة عشر عاما.
الملك شارل السادس
وثالث خمسينهم ابنه شارل السادس ، تولّى يوم موت أبيه وهو سنة سبع وتسعين من القرن الثامن (١٣٣) وهو ابن اثنا عشر عاما. لا غيرها التزاما ، وتوفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة مبيّنة (١٣٤) ، بعد ما ملك اثنين وأربعين سنة. ومن خبره أن أعمامه الثلاثة وخاله تنازعوا فيمن ينوب منهم عنه لما رأوه صغيرا وخشوا (كذا) أن ينزع الملك منه. ثم اتّفقوا على نصب عمه دنجو للتصرف عليه ، فنهب الخزنة واشتدّ ظلمه وبغضته الرعية ، ولم يملّ أحد منهم إليه / ففرّ هاربا للنبوليطان وبقي الأمر شورى بين الأقارب بالتبيان وذلك سنة تسع وتسعين من الثامن (١٣٥) بالتحصيل ، ثم خرج عن طاعته الفلاندر وأميرهم در تفيل فبادر شارل لقمعهم وجهّز الجيش الحفيل ، وأمّر عليه أوليفي الكونطابل والتقى الجمعان بنواحي روزبك الحاصل ، فاشتد القتال إلى أن هزمت الفلاندر بكبيرهم وصغيرهم ، ومات منهم نحو الخمسة وعشرين ألفا بأميرهم. ولما قتل صاحبه
__________________
(١٣٣) الموافق ١٣٩٤ ـ ١٣٩٥ م.
(١٣٤) الموافق ١٤٣٥ ـ ١٤٣٦ م.
(١٣٥) الموافق ١٣٩٦ ـ ١٣٩٧ م.