ثلاث سنين ، ثم طلقها وتزوج بابنت أرل التي تسمى كونسطانس فلم توافقه في الطبيعة ولم تجانس فحصل له معها الطيش ، ونقصت له لذة الحيوة وطيب العيش ، ونشأ الحرب مع البورفونية بقصد إدخالهم تحت حكم الجماعة ، فدام الحرب بينهما اثنا عشر سنة ثم أذعنوا للطاعة ، ولسيرته الحسنة مع الرعية استوجب المدح ولرفقه بالضعفاء ومودته للمساكين أطردت عنه القدح وكان قانعا بملكه لا يحب الزيادة عليه وعفا عن من تجاسر على قتله من الأشرار وكان الحلم منه وإليه. وهو عندهم في دينهم أعلم زمانه وأوحد فصاحة لأوانه ، فقد أنشد جملة من القصائد هي عندهم كالعرائس ، ولا زالت تذكر عندهم وتقرأ في الكنائس.
الملك هنري الأول : HENRI.I
وثامن ثلاثينهم ابنه أنري الأول تولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة بالأكمل (٦٥) وهو ابن ست وعشرين سنة في المشهور ، ومات سنة سبع وخمسين من القرن المذكور بعد ما ملك تسعة أعوام في المسطور. ومن خبره أن زوجة أبيه كونسطانس أرادت أن تجلس ابنها روبير على كرسي المملكة وتجعله هو الموافق المجانس فحاربها مع إبنها إلى أن صار له من جملة الرعية ، ثم خصص أخاه بالبورفونية وتزوج آن ابنة / سلطان الموسكوا ووقع الخلل فجعل رؤساء الدين قانونا ينهى عن الفساد سمّوه بزعمهم مهادنة الرب فنوسكوا ، وجعلوا لعبا شبه الحروب والقتال وما فيه من المكافحة والنزل ، وزالت العداوة والمنافسة بين الأجواد ، بسبب الاجتماع لذلك اللعب وراجت السّلع وكثرت التجارة وفرح العباد وافتتح النورمان برّ الطليان ، فكان ذلك سببا لتأسيس الصقلية والنابوليطان.
الملك فيليب الأول وأحداث الحروب الصليبية
وتاسع ثلاثينهم ابنه فليب الأول الذي كان لهم عليه الاعتماد والمعول ، تولى سنة سبع وخمسين من القرن الخامس (٦٦) وقد عاهد له أبوه بالسلطنة في
__________________
(٦٥) الموافق ١٠٥٦ ـ ١٠٥٧ م.
(٦٦) الموافق ١٠٦٥ م.