ورسخ به قدمه واستقلّى (كذا) سرّح الأمير للمشرق كما سبق عليه الكلام ، وحط كلكله على كل أحد وتم له المرام.
حركة الشريف محمد بن عبد الله
وفي وقته حركت الدولة بجيوشها ومعها المخزن الفخيم ، لصحراء الجزائر ووهران لفتح مدينة الأغواط ، ولها النصر الجسيم ، ولما وصلت الجيوش لموضع يقال له الحويطة ، بقي الجنرال أبو سكران بالمخزن وجل الجيوش بالحويطة ، وسبق المريشال بليسي (PELISSIER) والجنرال دوليني (DELIGNY) بالشاسور (٢٧٣) والصبايحية ونحو الستمائة عسكري محمولة على الإبل في صحيح المقال ، فأسروا ليلا نحو الاثنا عشر ساعة لناحيتها لتمييزها بساحتها ومحلّ النّزال. ومن الغد لحقت الأثقال واجتمعت الجيوش ، وخيمت المحلة على البلد قبالة سيدي عيسى الأغواطي وعظم الحال على أهل البلد وزال الفشوش. وفي اليل (كذا) أمر المريشال بليسي الجنرال بوسكران بالاستيلاء على سيدي عيسى فنصبت المدافع ، واشتد الأمر وزال المدافع. ومن الغد شرع العسكر في القتال ، وإرسال المدافع على البلد واشتعلت نار الحرب واشتد حال النزال ، وجاء الجنرال يوسف العنابي بمحلته من المشرق فنزل من ناحية الخير ، وجاءت محلة من جهة أبي سعاد فنزلت قبلة بغير الطير.
ودام القتال إلى أن انهدم السور وصعد العسكر بالسلاليم والحبال المعدة للصعود. فلم يك (كذا) غير ساعة وإذا بالمدينة فتحت عنوة بعد ما مات من أهلها نحو ألف ونصف في المعدود. وكان الهجوم عليها على السبعة (كذا) صباحا في اليوم الرابع من دسانبر سنة اثنين وخمسين وثمانمائة وألف ، الموافقة لسنة تسع وستين ومائتين وألف. وكان الإنهدام للسور وقت العشرة (كذا) ، فبانهدامه حصل الدخول للمدينة ، فدخلها المريشال بليسي بجيوشه. وكانت الأغواط على مسافة مائة مرحلة من الجزائر في القولة المدينة. وفي سنة ثلاث
__________________
(٢٧٣) يقصد بالشاسور القناصة : Chasseurs. والحادث هو حركة الشريف محمد بن عبد الله الذي سيطر على الأغواط وورقلة وأعلن سلطانا عليهما.