الملك كلوديون : CLODION
وثانيهم هو ابنه كلوديون تولى يوم موت أبيه فيما قال الراويون ، وذلك سنة ثمان وعشرين وأربعمائة من ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام ، وهو قبل الهجرة بعدة من الأعوام ، ولقبه قومه بذي الشعور لطول شعر رأسه ، غير أنه لا يختص بهذا في نفسه ، لكون عادة ملوكهم يتميزون على غيرهم بطول شعر الرؤوس حتى أنّ الذي لا يوافق أمتهم منهم للمملكة يحلقون رأسه لما يريدون اطراده وإبعاده عن الإيوان في الجلوس ، ووقع بينه وبين ايسيوس أمير الرومان الحرب الكبير وكان له فيه الانتصار على قبيل الرومان وتجدد الحرب بينه وبينهم وانتصر أيضا عليهم ، واستولى على مدنهم إلى أن بلغ وادي السوم فيما لديهم وعمّرت بوقته قبيلة الفرنك ما بين وادي الرين ووادي الموز وأذعنت إليه إلى أن نالت من فضله الفوز ، وتوفي بمدينة أميان حزنا على موت ولده بعد ما ملك عشرين سنة بالبيان.
الملك ميروفي : ME ? ROVE ? E
وثالثهم ميروفي أحد أمراء الفرنك وأصله مجهول ، تولى سنة ثمان وأربعين من القرن الخامس المسيحي وهو قبل الهجرة بعد أعوام ، في المنقول ، وصارت بلد القول في أيامه في حيازة أربعة أمم عظيمة ، وهم : الفرنك ، والبوركينيون ، والفيزيكونت ، والرومان ، بحالة جسيمة وغزاهم سلطان الإنس وهو أتيلة التتاري الذين شرقي الموسكو بجيوش تبلغ خمسمائة ألف يروم الاستلاء فدخل البلاد وأفسد زرعها وضرعها واحتطب بساتينها وخرّب عدة مدنها ومنها ما عنها لأهلها أجلا ، وكان / قاسي القلب ذا سطوة مهاب ، كثير التعدي والجور والاغتصاب ، فاجتمعت الأجناس على قتاله ، وتبديد شمله وإفساد نواله ، فوقع المصاف بنواحي شالون المار على وادي المارن المظنون ، واشتد القتال فهزموه ، وقتلوا من جيشه مائتي ألف ومنهم من سبوه وغنموه وفرّ هو لبلاد الألمان ، ومات بها بعامين بعد الواقعة وأراح الله منه العباد والبلاد بنزول الموت الصاعقة ، وكان الساعي في انهزامة ميروفي السلطان فسميت ذريته بالميروفنجيان ، لخلود ذكره